للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل كهذا فيه ريبة وشك لما جاز من بني آدم أن يزور رجلًا في بيته ولا يأمن أحدًا على حريمه. كيف وهم دعاة الاختلاط وقادة السفور في العالم؟

٢ - وقوله: "ولا يدخل على أهلي إلا معي" أين الدلالة فيه على أن الزيارة بانتظام؟ ولو كانت فما الإدانة؟ . الظاهر أنها دليل شرف لأنه يزوره بانتظام بحيث يعلم رب المنزل.

أما الزيارة التي لايعلمها رب المنزل فهذه لم يعرفها الصحابة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.

٣ - ولقد قال صفوان وأقسم أنه ما كشف كنف أنثي قط في حرام ولا حلال، ولا يمنع ذلك أنه تزوج بعدها. (١)

٤ - وقول عائشة إن صفوان كان يراها قبل نزول الحجاب ليس محاولة لإخفاء استمرارية الزيارة، لأن الزيارة لم تنقطع، إنما هي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما علاقة عائشة بها؟ وإنما قالت ذلك لتبين كيف عرفها أنها زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أنهن محجبات لا يراهن أحد. فإذا كانت عائشة محجبة لا يراها أحد فكيف عرفها صفوان لما انكشف وجهها وهي نائمة؟ ! تقول: (كان يراني قبل أن يضرب علي الحجاب)، ولم يكن يراها لما عرف أنها زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

حادي عشر: (وكانت الخطوة التالية استدعاء الوحي لتبرئة عائشة، وأنه كان في إمكانه أن ينزل وحيًا من أول يوم لكنه سكت جريًا على عادته في التأني والتثبت).

وهذا الكلام مبني على فهمه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي ينزل الوحي والقرآن. وأن الوحي ينزل عليه وقت استدعائه وكأن القرآن من عنده؟ . وهذا خطأ.

لقوله تعالي {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (النمل: ٦) ولقوله تعالي:

{قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} (يونس ١٥).

لكن يريد بهذا أن يقول ليس القرآن وحيًا من عند الله، أو على الأقل ليس القرآن النازل في الإفك من عند الله. ولو كان لما تأخر هذه المدة، وترك المجتمع يموج في الإفك


(١) فتح الباري (٨/ ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>