للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج بعضهم من تعاليم يسوع، معتقدين أن يسوع كان نبيًّا كاذبًا، إنما الآيات التي فعلها بصناعة السحر، لأنَّ يسوع قال إنه لا يموت إلى وشك انقضاء العالم لأنه سيؤخذ في ذلك الوقت من العالم". (١)

ثمَّ يقول: "ووبخ كثيرين ممن اعتدوا أنَّه مات وقام قائلًا: أتحسبوني أنا والله كاذبون، لأنَّ الله وهبني أن أعيش حتى قبيل انقضاء العالم. كما قد قلت لكم الحق أقول لكم أني لم أمت، بل يهوذا الخائن احذروا لأنَّ الشيطان سيحاول أن يخدعكم ولكن كونوا شهودي في كل إسرائيل، وفي العالم كله. . . لكل الأشياء التي رأيتموها وسمعتموها". (٢)

سادسًا: موقف المسلمين من إنجيل برنابا

على الرغم من موافقة إنجيل برنابا لمعتقدات المسلمين في الجملة، فإن أحدًا من المسلمين لا يعتبره الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح.

ولم يلجأ المسلمون إلى الاستشهاد بهذا الإنجيل إلا نادرًا، وكان استشهادهم به أقرب إلى الاستئناس منه إلى الاستدلال، فالمسلمون لا يرون في هذا الإنجيل إنجيل المسيح، لكنه أقرب إلى طبيعة دعوة المسيح وتلاميذه من سائر الأناجيل.

سابعًا: موقف النصارى من هذا الإنجيل

لم تعتبر الكنيسة أيًا من رسائل أو إنجيل برنابا ضمن الكتب المقدسة، وهنا نعجب كيف اعتبرت رسائل بولس ولوقا اللذين لم يريا المسيح؟ ولم تعتبر أقوال برنابا الذي سبقهم بالإيمان وبصحبة المسيح! !

وقد صدر عام ٣٦٦ م أمر من البابا دماسس بعدم مطالعة إنجيل برنابا، ومثله مجلس الكنائس الغربية عام ٣٨٢ م، كما صدر مثله عن البابا أنوسنت ٤٦٥ م، كما وقد حرّم البابا جلاسيوس الأوّل عام ٤٩٢ م مطالعة بعض الأناجيل، فكان منها إنجيل برنابا. (٣)


(١) الفصل السابع عشر بعد المئتين: الفقرات ١٥ - ١٩.
(٢) الفصل الحادي والعشرين بعد المئتين، فقرات ١٥ - ١٩.
(٣) انظر: الاختلاف والاتفاق بين إنجيل برنابا والأناجيل الأربعة، محمَّد عوض، صـ (٦٠ - ٦١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>