قال المعترض: يقول تعالى في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥٤) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: ٥٤, ٥٥]، وتُعلمنا التوراة في سفر التكوين (١٦/ ١٢) أن إسماعيل يكون وحشيًا يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، والقرآن جعله رسولًا ونبيًا. وادَّعوا أنه أرسل إلى جرهم؛ وهم قبيلة من عرب اليمن، ولم يسمع أن الله أرسل رسولًا إلى العرب، وبماذا وعد إسماعيل وصدق؟ فما هي وعوده؟ وما هي رسالته وبماذا تنبأ؟ فلا الكتاب المقدس ذكر هذا ولا حتى القرآن!
أم أن هذا الكلام لتحسين سمعة إسماعيل لأنه حسب التوراة:(إبراهيم طرده مع أمه)، وحسب العهد الجديد يقول: وَأَمَّا نَحْنُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَنَظِيرُ إِسْحَاقَ، أَوْلَادُ الْمَوْعِدِ. ٢٩ وَلكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ، هكَذَا الآنَ أَيْضًا. ٣٠ لكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ "اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لَا يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ". ٣١ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلَادَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلادُ الْحُرَّةِ.
والرد على ذلك من وجوه:
[الوجه الأول: فضل إسماعيل - عليه السلام - في القرآن والسنة.]
الوجه الثاني: الجواب عن الشبهات المذكورة.
الوجه الثالث: ذكر إسماعيل في الكتاب المقدس.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: فضل إسماعيل - عليه السلام - في القرآن والسنة.]
١ - أثنى الله تعالى عليه في القرآن الكريم فقال:{إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}.
٢ - استسلامه لأمر الله - عز وجل - لما أخبره والده إبراهيم بأمر الله له بذبحه، فاستسلم وأطاع، يقول تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢)} [الصافات: ١٠٢].