للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستجاب الإمبراطور لمطالبهم فأصدر أوامره في الثلاثين من يوليو سنة ٣٨١ م بأن كل الكنائس تخضع لقرارات هذا المجمع، ومن لا يدخل في شركة هؤلاء وجب طرده من الكنيسة. (١)

وبذلك تقرر التثليث على يد الأباطرة والسلاطين الذين كانوا يؤكدون على قرارات المجامع ولا يزال الأمر مستمرًا. (٢)

المجمع الثالث: مجمع أفسس الأوّل سنة ٤٣١ م

[سبب انعقاده]

لقد هذا المجمع بسبب آراء نسطور حيث نادى نسطور بقوله "إن مريم لم تكن والدة الإله، بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسدًا، وما يولد من الروح هو روح، إن الخليقة لم تلد الخالق بل ولدت إنسانا هو آلة للاهوت" (٣)

ومعنى هذا أن مذهبه يتلخص فيما يلي:

أن المسيح له طبيعتان: إحداهما بشرية والأخرى لاهوتية، والطبيعة البشرية ولدت من مريم لذلك تسمى (والدة المسيح الإنسان) أما اتصال الطبيعة البشرية باللاهوتية فذلك لم يكن عن طريق الاتحاد والامتزاج بينهما، بل عن طريق المصاحبة. ." (٤)

وطبعًا أغضبت هذه التعاليم المسيحيين؛ لنهم فهموا منها أن نسطور بقوله بإنكار الاتحاد بين الطبيعة البشرية واللاهوتية إنما هو يهدر بذلك ألوهية المسيح.

وتم إرسال رسائل إلى الإمبراطور ليعقد مجمعا للرد على هذه الآراء، وبالطبع وافق وانعقد المجمع وعدده من نحو مائتين من الأساقفة، وقرروا ما نصّه: "أن مريم العذراء والدة الإله، وأن المسيح إله حق وإنسان معروف بطبيعتين، متوحد في الأقنوم، ولقد لعنوا نسطور. (٥)

زيادة حدة الاختلاف بين المسيحيين نتيجة لهذا المجمع:


(١) الدولة والكنيسة، رأفت عبد الحميد (٤/ ٧٧ - ٧٨).
(٢) محاضرات في النصرانية (١٥١: ١٥٣)، تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (٢٨٠ - ٢٨٣).
(٣) تاريخ الأقباط (١/ ١٥٩).
(٤) تاريخ الأدب السرياني، مراد كامل (٩٤).
(٥) التاريخ المجموع على التحقيق (١/ ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>