الخلق هي مهمة الرسل من أولهم إلى آخرهم فهم الواسطة بين الله وبين خلقه الذين أرسلوا إليهم، فبطريقهم يهتدي البشر ويرشدون إلى دين الله إذ هم المبلغون عن الله أمره ونهيه وشرعه.
ولذلك فقد أوجب الله العصمة لأنبيائه ورسله في هذا الجانب حتى تصل الرسالة إلى العباد كاملة تامة غير منقوصة ولا محرفة، وبذلك تقوم الحجة على العباد.
ولقد دلت نصوص القرآن الكريم، والسنة المطهرة، والسيرة العطرة على عصمة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذا الجانب، وانعقد إجماع الأمة على ذلك.
أولًا: من القرآن الكريم:
جاءت آيات في القرآن الكريم تثبت عصمته - صلى الله عليه وسلم - وصدقه في كل ما يبلغ عن الله تعالى، وهذه الآيات تتضمن أيضًا أدلة عقلية على صدقه - صلى الله عليه وسلم - من هذه الآيات ما يلى:
الدليل الأول: قول الله تعالى: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} وقوله سبحانه: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} والذي جاء بالصدق كما يدل عليه سياق هذه الآية هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد شهد لما جاء به من عنده سبحانه (قرآنًا وسنة) سماه صدقًا، ويلزم من صدق ما أتى به، صدقه هو في نفسه، إذ لا يأتي بالصدق إلا كامل الصدق، وذلك مما لا جدال فيه حيث كان صدقه معلومًا منذ حداثة سنه، وشهد له بذلك أعداؤه قبل أصدقائه، فإن الأعداء من الكفرة والمشركين لم يكونوا يشكون يومًا في صدقه، كما قال عز وجل:{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} وكما كانوا يشهدون له بذلك في مواقف مختلفة.
وإذا كانت الآيات السابقة شهادات حسية على صدقه في كل ما يبلغ عن ربه، فهناك شهادات معنوية على صدقه -صلى الله عليه وسلم- تتمثل في تأييد الله عز وجل له -صلى الله عليه وسلم- بالمعجزات المنزلة منزلة قوله عز وجل:"صدق عبدي فيما يبلغ عني" ومن هذه المعجزات: القرآن الكريم، وانشقاق القمر، وتسبيح الحصى، وحنين الجذع، وتكثير الطعام، والإخبار بمغيبات كثيرة، وتأييده له