للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث: الثاني: بعض فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم-]

أكرم الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بفضائل جمّة، وصفات عدة، فأحسن خلْقَه وأتم خُلُقه، حتى وصفه تعالى بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: ٤)، ومنحه -جل جلاله- فضائل عديدة، وخصائص كثيرة، تميز بها -صلى الله عليه وسلم- عن غيره، فضلًا عن مكانة النبوة التي هي أشرف المراتب.

ونتناول في الأسطر التالية شيئًا يسيرًا من فضائله -صلى الله عليه وسلم-.

أنه -صلى الله عليه وسلم- أولى بالمؤمنين من أنفسهم: قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (الأحزاب: ٦).

قال الشوكاني: فإذا دعاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- لشيء ودعتهم أنفسهم إلى غيره، وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه، ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم، ويقدموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم، وتطلبه خواطرهم. (١)

أنه -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ". (٢)

أنه -صلى الله عليه وسلم- أمان لأمته: وعن أبي موسى الشعري -رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال "النُّجُومُ أَمَنةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أتى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنا أَمَنَةٌ لأصحابي فَإِذَا ذَهَبْتُ أتى أصحابي مَا يُوعَدُونَ وأصحابي أَمَنَةٌ لأمتي فَإِذَا ذَهَبَ أصحابي أتى أمتي مَا يُوعَدُونَ". (٣)

أنه -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء: قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (الأحزاب: ٤٥)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَال: "إِنَّ مَثَلي وَمَثَلَ الأنَبِيَاءِ مِنْ قبلي كمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنه وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذه


(١) فتح القدير ٦/ ١٨.
(٢) مسلم (٢٢٧٨)
(٣) مسلم (٢٥٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>