للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عصاني فقد عصى الله" (١).

ولابد من الحذر كل الحذر من مخالفة أمره وأن ذلك مما يحبط الأعمال ويوجب النيران، فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣)} [الجن: ٢٣]، فمن طاعته التمسك بسنته وما أمر به واجتناب ما نهى عنه والابتعاد عنه والاهتداء بهديه، والالتزام بنظافة الثوب والبدن، وتحري الصدق في الأقوال والأفعال، وطلب الحلال في المأكل، والمشرب، والملبس، والنكاح، واجتناب الحرام في ذلك.

وغير ذلك من الأمور التي ينبغي على المسلم متابعتها والعمل بها مما أمر بها النبي، واجتناب ما نهى عنه من أعمال وأفعال قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧]، وقال: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فانتهوا" (٢).

٤ - اتباعه - صلى الله عليه وسلم -: ومما يجب على المؤمن اتباع نبيه، واتباعه - صلى الله عليه وسلم - يكون في الاعتقاد والقول، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: ٣١]، فلا بد للمسلم من اتباع هدي نبيه، واقتفاء آثره والعمل بما جاء به من قول وفعل.

وقال ابن رجب الحنبلي: وقوله: "فإنه من يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" (٣)، هذا إخبار منه بما سيقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأعمال والأقوال والاعتقادات، ويجب على المسلم رد كل قول لقوله، وترك كل تشريع لشرعه والإعراض عن كل ما خالف هديه في القول والعمل والاعتقاد، والأخذ بكل ما صح عنه وثبت نسبته إليه فهو - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس بربه تعالى وأخشاهم وأتقاهم له فيجب التمسك بما جاء به واتباع ذلك بلا تردد ولا شك لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى وإنما يعلمه ربه -عَزَّ وَجَلَّ-،


(١) البخاري (٢٩٥٧)، ومسلم (١٨٣٥).
(٢) مسلم (١٣٣٧).
(٣) أبو داود (٤٦٠٧)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (٩٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>