للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصرانية كلها، ولننظر أهمية الصلب وسفك الدماء عندهم من أجل الخلاص.

[الفصل الأول: أهمية الصلب عند النصارى.]

يدعي النصارى أن هناك ارتباطًا بين غفران الذنوب وسفك الدماء، وذلك أن أساس غفران الخطايا عندهم هو سفك الدماء. (١)

ففي الرسالة الموجهة إلى العبرانيين يقول الكاتب "٢٢ وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! " (عبرانيين ٩/ ٢٢).

ويقول بولس "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس ١/ ٧).

يقول باركلي: "وهناك صلة بين الكفارة والذبيحة ففي ناموس العهد القديم كان المخطئ يقدم لله ذبيحة يهدف منها إلى جلب رضا الله وإزالة غضبه ورفع العقوبة عنه، لنفترض أن إنسانا أخطأ، فالخطية تفسد العلاقة بينه وبين الله، ولكي تعود العلاقة السليمة يقدم المخطئ ذبيحة." (٢)

يقول إنسطاسي شفيق" والذبائح كانت جزءا من عبادة الله التي وضعها منذ البدء وعلى ذلك نرى في الكتاب أن هابيل ونوحًا والآباء وإبراهيم وإسحاق ويعقوب قدموا الذبائح" (٣).

والمسيح ابن الله -في نظر المسيحيين- هو الذبيحة الحقيقة التي حصل بها الغفران والخلاص والفداء للبشرية.

يقول حبيب جرجس: "وكلمة الكفارة معناها في الأصل التغطية والستر أي أن خطايانا سترت بواسطة ذبيحة المسيح وكفارته من انتقام العدل الإلهي" (٤)

ويقول باركلي: "إن الذبائح الحيوانية فشلت في تحقيق هذا" ١٦ لأَنَّكَ لَا تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلَّا فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لَا تَرْضَى." (مزمور ٥١/ ١٦).

"٦ بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلهِ الْعِليِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟


(١) يقين الخلاص، القس لبيب ميخائيل (٢٥).
(٢) تفسير رسالة روميا (٧٣).
(٣) الفداء في إنجيل لوقا (٣٩).
(٤) خلاصة الأصول الإيمانية (٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>