للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلًا رجلًا فناشدهم لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم (١).

٢ - تم العرض والمقابلة بعد ذلك على الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر - رضي الله عنه -، حيث أمر عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بإحضارها من حفصة بنت عمر أم المؤمنين حيث قال لها: "أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك" (٢).

وفي رواية الطحاوي للحديث ما يدل على أن المقابلة كانت تابعة لعملية الجمع قال زيد: ثم عرضته، يعني المصحف، عرضة أخرى فلم أجد فيه شيئا، وأرسل عثمان إلى حفصة أن تعطيه الصحيفة وحلف لها ليردنها إليها، فأعطته، فعرضت المصحف عليها فلم يختلفا في شيء، فردها عليها وطابت نفسه، وأمر الناس أن يكتبوا المصاحف (٣).

ثانيًا: اختيار لجنة الجمع في العهد العثماني.

١ - كان المعيار الأول في ترشيح واختيار لجنة الجمع هو الإتقان والدقة، فلما فرغ عثمان من جمع ما كان في أيدي الناس قال: "من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن ثابت قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص. قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب زيد، وكتب مصاحف ففرقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب محمد يقول: قد أحسن" (٤).

وفي رواية الطحاوي، قال زيد: فأمرني عثمان أن أكتب له مصحفًا، وقال: إني جاعل معك رجلًا لبيبًا فصيحًا (٥).


(١) المصاحف لابن أبي داود ١/ ٢٠٨ من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن مصعب بن سعد قال: قام عثمان فخطب الناس. ومن طريق غيلان عن أبي إسحاق قال: سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ. بنحوه. وقال الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ١/ ٣٩: إسناده صحيح.
(٢) البخاري (٤٩٧٨).
(٣) مشكل الآثار للطحاوي ٧/ ١٣٧.
(٤) سبق تخريجه قريبًا.
(٥) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>