للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعًا: العلم بها أصل للعلم بكل ما سواه: فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له أو أمرًا، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه، فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى وهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد والرأفة بهم، والإحسان إليهم، فأمره كله مصلحة وحكمة ورحمة وإحسان، إذ مصدره أسماؤه الحسنى وفعله كله لا يخرج عن العدل والحكمة والمصلحة والرحمة، إذ مصدره أسماؤه الحسنى فلا تفاوت في خلقه ولا عبث ولم يخلق خلقه سدى ولا عبثًا، وكما أن كل موجود سواه فبإيجاده، فوجود من سواه تابع لوجوده تبع المخلوق لخالقه، فكذلك العلم بها أصل للعلم بكل ما سواه، فالعلم بأسمائه أصل لسائر العلوم، فمن أحصاها كما ينبغي أحصى جميع العلوم إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم (١).

خامسًا: العلم بها سبب زيادة الإيمان: العلم بأسماء الله وصفاته والفقه لمعناها والعمل بمقتضاها وسؤال الله بها؛ يُوجِد في قلوب العابدين تعظيم الباري، وتقديسه ومحبته، ورجاءه وخوفه، والتوكل عليه، والإنابة إليه بحيث يصبح الباري في قلوبهم المثل الأعلى الذي لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته (٢).

سادسًا: عظم ثواب من أحصى أسماء الله: حيث ينال الحافظ لأسماء الله - تبارك وتعالى - العارف بمعناها العمل بمقتضاها من الأجر ما لا يعلمه إلا الله؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَال: "إِنَّ لله تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجنّةَ". (٣)

وإحصاء الأسماء على ثلاث مراتب وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح:

المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.

المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.


(١) بدائع الفوائد (١/ ١٦٣).
(٢) أسماء الله وصفاته (٢٦).
(٣) البخاري (٢٧٣٦)، مسلم (٢٦٧٧)، عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>