الوجه الثاني: وهو ما أكدته النصوص الإنجيلية، ونقلته عن المسيح، فعندما أتى المسيح بما أتى به من المعجزات كان يؤكد أنها من الله عزوجل، ولم ينسبها إلى نفسه فقال:
١ - "أَنَا بِرُوحِ الله أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ"(متى ١٢/ ٢٨).
٢ - وقال:"كُنْتُ بِأَصْبعِ الله أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ"(لوقا ١١/ ٢٠).
٣ - وعندما جاء لإحياء لعازَر" وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَال: "أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ ليِ، ٤٢ وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الجمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" (يوحنا ١١/ ٤٠ - ٤١)، لقد شكر الله أن قبل منه تضرعه ودعاءه حين رفع عينيه إليه متوسلا ضارعا، فاستجاب الله له، وأحيا على يديه لعازر.
٤ - وأيضًا استلهم من الله القدير العون لا أراد إطعام الجمع من الأرغفة الخمس "رفع نظره نحو السماء، وبارك وكسر" (متى ١٤/ ١٩).
٥ - ولما جيء له بالأصم "رفع نظره نحو السماء وأنّ، وقال: افثأ، أي انفتح، وللوقت انفتحت أذناه، وانحل رباط لسانه، وتكلم مستقيمًا" (مرقس ٧/ ٣٤ - ٣٥)، فأنينه تضرع واستغاثة بالله لم يخيبه الله فيهما.
٦ - وقال متحدثًا عن سائر معجزاته وأعاجيبه: "دفع إلي (أي من الله) كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (متى ١٨/ ٢٨)، فكل ما يؤتاه هبة الله، ولو كان إلهًا لكانت معجزاته ذاتية تنبع من طبيعته الإلهية، ولا يحتاج إلى من يهبها له أو يمنعه إياها.
٧ - وأكد المسيح - عليه السلام - أيضًا أنه لا حول له ولا قوة بغير تأييد الله له، فقال: "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا" (يوحنا ٥/ ٣٠).
٨ - ويقول: "الأعمال التي أعملها باسم أبي هي تشهد لي" (يوحنا ١٠/ ٢٥).
٩ - وأما الذين رأوا معجزات المسيح فقد عرفوا أنما يصنعه إنما هو من المعجزات التي يعطيها الله لأنبيائه، ولم يفهم أحد منهم ألوهية صاحب هذه المعجزات، فعندما شفي الصبي من الروح النجس "بهت الجميع من عظمة الله" (لوقا ٩/ ٣٤).