[٢ - شبهة: ثناء القرآن والسنة على التوراة والإنجيل]
[نص الشبهة]
جاء في القرآن والسنة النبوية ما يشير إلى تصديق القرآن للتوراة والإنجيل، والحديث عنهما والثناء عليهما وعلى موسى وعيسى عليهما السلام، والحديث عن بني إسرائيل، مثل قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً}، وقوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ}، وقوله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ}، وغير ذلك من الآيات.
ويحتجون بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمسك التوراة في يده وقال: آمنت بك وبمن أنزلك.
فأخذوا من ذلك أن الكتاب الذي بأيديهم هو الذي أثنى عليه القرآن والسنة، وأنه لم يصبه زيف ولا تحريف، وإذا كان هذا الكتاب أثنى عليه القرآن والسنة، فلماذا هذا الاضطهاد؟
والجواب عن هذه الشبهة في مبحثين:
المبحث الأول: الرد الإجمالي على هذه الشبهة من هذه الوجوه:
الوجه الأول: الإيمان بجميع الرسل والكتب المنزلة عليهم هي عقيدة المسلمين.
الوجه الثاني: الثناء والمدح كان للكتاب الذي نزل على موسى وعيسى.
الوجه الثالث: مدح التوراة والإنجيل لا يعني مدح اليهود والنصارى.
الوجه الرابع: القرآن ناسخ للكتب السابقة، وشريعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسخة لجميع الشرائع؛ فوجب العمل بما في القرآن وبشريعة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه الخامس: هذا الثناء لا ينافي وجوب اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه السادس: القرآن بيَّن أنهم خالفوا أحكام التوراة.
الوجه السابع: ذم أهل الكتاب لا يقدح في أنبيائهم.
المبحث الثاني: الرد التفصيلي على بعض الشبهات التي أثارها أهل الكتاب في إثبات صدق كتابهم من خلال ثناء القرآن على التوراة والإنجيل، وهي:
الشبهة الأولى: قالوا: إننا نجد في (القرآن الكريم) آيات تشهد بصدق التوراة والإنجيل - كما هما اليوم - وتؤكد أن الكتابين لم يحرفا.
الشبهة الثانية: قالوا: بأن القرآن أثنى على أهل الكتاب.