يقول المعترض: يعتبر المسلمون هذه الآية {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} أعظم آيات القرآن، وقد ورد في تفسير ابن كثيرٍ عن عبد الله بن مسعود قال: خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال: هل لك أن تصارعني فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله شيطان؟ فصارعه فصرعه فقال: إني أراك ضئيلًا شخيتًا (نحيف الجسم) كأن ذراعيك ذراعا كلب، أفهكذا أنتم أيها الجن كلكم أم أنت من بينهم؟ فقال: إني بينهم لضليع، فعاودني فصارعه، فصرعه الإنسي فقال: تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرأ أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان وله خيخ (ضراط) الحمار. فقيل لابن مسعود: أهو عمر؟ فقال: من عسى أن يكون إلا عمر! . (١)
ونحن نقول: إن الوحي أبعد من أن تَعْلَمَه الشياطين، فالله لا يسمح للشياطين أن يحملوا كلامه للبشر.
والجواب عن هذه الشبهة من وجوه وهي:
[الوجه الأول: فضل آية الكرسي.]
الوجه الثاني: وهل الإخبار عن التجربة يقال فيه: إن الشيطان جاء بالوحي؟
الوجه الثالث: هذا فضل لا يثبت.
الوجه الرابع: وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: فضل آية الكرسي.]
ثبت فضل هذه الآية العظيمة، وأنها حقًّا أعظم آية في كتاب الله - وكتاب الله كله عظيم - من عدة نصوص نذكر منها: