للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: أنه لقيه في أثناء رحلة المعراج وليس في آخرها.

وفيها: أنه تردد في عودته بين موسى وربه، ولم يكن لعيسى - عليه السَّلام - شيء من هذا الحوار، فلو كان هو الرب لجرى معه هذا الحوار. وفيها: أنه قال فإذا أنا بابني الخالة، فإذا قلنا بأن مريم خالة يحيى -عليه السَّلام- فهل أم يحيى خالة الرب؟ فإذا كانت كذلك فهلا توسل بها القوم كما توسلوا بأم الإله؟ وفي رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يصلي وصلى كذلك خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلو كان هو الإله فلمن يصلي وكيف يصلي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ !

الأمر الثاني: صفة عيسى -عليه السلام-، وليس فيها شيء من صفات الله تعالى، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فقال في وصفه له: "وإذا عيسى بن مريم -عليه السلام- قائم يصلي؛ فإذا ربعة أحمر، جعد، عريض الصدر، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، شابًا أبيضَ، جعد الرأس، حديد البصر، مبطن الخلق، كأنما خرج من ديماس، أقرب الناس به شبهًا، عروة بن مسعود الثَّقفيُّ". (١)

وفي بعض الروايات: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة؛ فإذا رجل آدم، كأحسن ما أنت راء من آدم الرجال، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم، قد رجلها فهي تقطر ماء، متكئًا على رجلين، أو على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، فسألت من هذا؟ فقيل: هذا المسيح بن مريم، سبط الشعر، يهادى بين رجلين، ينطف رأسه ماء، أو يهراق رأسه ماء؟ فقلت من هذا؟ قالوا ابن مريم". (٢)

الدليل الرابع: وفيه إثبات أن عيسى من شباب أهل الجنة.

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحسن والحسين سيدًا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة: عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا". (٣)

الدليل الخامس: وفيه أن المسيح يدعو الله ويتضرع إليه، ولو كان إلهًا لما احتاج أن يرغب إلى الله ويدعوه؛ كما في هذا الحديث. عَنْ النَّوَّاسِ بْن سَمْعَانَ قَال: ذَكَرَ رَسُول


(١) مسلم حديث (٢٧١).
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٥٧)، والزيادة بين المعقوفين من صحيح مسلم (٢٧٣).
(٣) أخرجه الطبراني ٣/ ٣٨، وابن حبان (٦٩٥٩). والحديث صححه الألباني في الصحيحة (٧٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>