للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعصون الله ما أمرهم. ففي حديث أبي الدرداء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ" (١).

٧ - شهودهم مجالس العلم وحلق الذكر وحفهم أهلها بأجنحتهم: ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا. . ." (٢).

٨ - تسجيل الملائكة الذين يحضرون الجمعة: كما في الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِى فَتقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ". (٣)

قلت: فهذا قليل من كثير من أعمال الملائكة وخصوصًا مع المؤمنين وإلا فالأعمال كثيرة. ولذا فإن واجب المؤمن تجاه الملائكة هو عدم إيذاء الملائكة والبعد عن كل ما يؤذي الملائكة من الذنوب والمعاصي وموالاة الملائكة كلهم (٤).

[الوجه الثالث: آية الشوري خصصت بآية بغافر فلا تعارض.]

والمعني ويستغفرون للمؤمنين لمن في الأرض قوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الشورى: ٥] هي خاصة بمن آمن من أهل الأرض. وممن قال به قتادة: حيث قال في تفسيرها (للمؤمنين منهم) (٥).


(١) أخرجه مسلم (٢٧٣٢، ٢٧٣٣).
(٢) أخرجه البخاري (٦٤٠٨)، مسلم (٢٦٨٩) واللفظ له.
(٣) أخرجه البخاري (٣٢١١)، مسلم (٨٥٠).
(٤) للمزيد من الحديث حول الملائكة انظر صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة. وكتاب الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي ورسالة عالم الملائكة الأبرار عمر سليمان الأشقر.
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٢٧٢٨) عن معمر عن قتادة بإسناد صحيح، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٣٧) إلى عبد بن حميد وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>