للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - شبهة: من التي التقطت موسى من اليم.]

نص الشبهة:

قال تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩)} [القصص: ٩].

فاعترض على ذلك بقوله:

ويعلمنا الكتاب المقدس أن ابنة فرعون هي التي نزلت إلى نهر النيل لتغتسل لأنهم كانوا يعتبرونه إلهًا يطهرهم من النجاسة فرأت فسطاطًا من البردي بين الحلفاء ففتحته وإذا هو صبي يبكي فأخذته ابنة فرعون ابنًا لها، ولكنها لم تكن زوجة فرعون.

ووجه الاعتراض: أنه قال القرآن يقول إن امرأة فرعون هي التي التقطت موسى - عليه السلام -، وأن التوراة تقول أن الملتقطة له هي ابنة فرعون وليست امرأته.

والرد على هذا من وجوه:

[الوجه الأول: التوراة التي بين أيديكم محرفة فلا يجوز الاحتجاج بها.]

الوجه الثاني: القرآن لم يثبت أن امرأة فرعون هي التي التقطته كما زعم.

الوجه الثالث: تحقيق القول فيمن التقطه من البحر.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: التوراة التي بين أيديكم محرفة فلا يجوز الاحتجاج بها.]

وذلك إن كلمات التوراة مشكوك فيها والدليل على ذلك أن اسم الرجل في موضع يأتي في موضع آخر باسم غيره. وكذلك المرأة وهذا يتكرر كثيرًا. وعلى سبيل المثال:

الشيخ الكبير في أرض مدين مختلف في اسمه.

في سفر الخروج اسمه رعوئيل. (سفر الخروج ٢/ ١٨).

وفي سفر الخروج نفسه اسمه يترو. (سفر الخروج ٤/ ١٨، ١٨/ ١).

رئيس جيش هدد عازر مختلف في اسمه.

في سفر صموئيل الثاني اسمه شوباك. (سفر صموئيل الثاني ١٠/ ١٦).

وفي سفر الأخبار الأول اسمه شوفاك. (سفر الأخبار الأول ١٩/ ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>