للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢)} (فصلت: ٩ - ١٢).

وكما هو واضح من هذه الآية المليئة بالحقائق المتعلقة بالأحداث التي مَرَّ بها خلق الكون؛ فإن اللَّه قد خلق الأرض في يومين، وكذلك خلق السموات في يومين، بينما تنصُّ آيات أخرى كثيرة على أن مجموع أيام خلق السموات والأرض هي ستة أيام.

[الوجه الرابع: الاختلاف في كيفية تكميل خلق الأرض وما فيها.]

قال ابن الجوزي: واختلفوا في كيفية تكميل خلق الأرض وما فيها.

فقال ابن عباس: بدأ بخلق الأرض في يومين، ثم خلق السموات في يومين وقدر فيها أقواتها في يومين.

وقال الحسن ومجاهد: جمع خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام متوالية، ثم خلق السماء في يومين (١).

وقال بعض نحويي البصرة (الأخفش): قال {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}، ثم قال: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ}؛ لأنه يعني أن هذا مع الأول أربعة أيام، كما تقول: تزوَّجت أمس امرأة، واليوم ثنتين، وإحداهما التي تزوَّجتها أمس (٢).

[الوجه الخامس: معنى كلمة: (الأقوات).]

قال ابن الجوزي: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} قال أبو عبيدة: هي جمعُ قوت، وهي الأرزاق وما يُحتاج إليه.

وللمفسرين في هذا التقدير خمسة أقوال:

أحدها: أنه شَق الأنهار وغرس الأشجار؛ قاله ابن عباس.

والثاني: أنه قسَّم أرزاق العباد والبهائم؛ قاله الحسن.

والثالث: أقواتها من المطر؛ قاله مجاهد.


(١) زاد المسير ١/ ٥٨ (البقرة: ٢٩).
(٢) تفسير الطبري ١١/ ٨٧ (فصلت: ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>