للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول الأستاذ محمد مجدي مرجان (الذي كان نصرانيا وأسلم) وطريقة العماد في الكنائس هي نفس طريقة يوحنا، صنعوا بئرا أو بركة صغيرة في كل كنيسة على غرار نهر الأردن الذي كان يعمد يوحنا الناس فيه، وملئوا البركة بالاء، فإذا احتاجوا لتعميد شخص لتنصيره سواء أكان طفلا حديث الولادة ولد لأبوين مسيحيين أم كان رجلا أو امرأة اعتنقت المسيحية حديثا، فإنه يخلع ملابسه ويصير عاريا كما ولدته أمه، ثم يأتي الكاهن ومساعده ويحملونه ويضعونه داخل البئر ويقومون بتغطيسه بأكمله ثلاث مرات في البحيرة حتى يتطهر من دنس الحمل وخطيئة الميلاد ويصير مباركًا. (١)

[تأثر النصرانية بالأديان الوضعية في التعميد]

يقول كمال الدين" قد شوهد أن كل ما في الطقوس والنظامات الرسمية للديانة الوثنية قد أدخل على دين عيسى النقي الطاهر". (٢)

ويقول شارل جنيبير: "إلا أنه لا مجال للشك في أن الروح الوثنية فيما يختص بمظاهر العبادة العملية قد فرضت على النصرانية شيئًا فشيئا حتى أصبحنا نجدها كاملة في احتفالاتها". (٣)

والتعميد كان من أهم الشعائر المنتشرة بين الوثنيين وقت وقبل ظهور المسيحية بالآف السنين.

يقول لندي: "إذا تصفحنا التاريخ نرى طقس العمادة قديم العهد جدا، فقد كان شائعا في آسيا وأمريكا وكان البرازيل يعمدون أولادهم الذكور والإناث في الهيكل المدعو (هيكل الصليب) يصب الماء من إبريق وكان يدعون ماء العمادة: ماء الولادة الثانية". (٤)

وقد أشار كثير من العلماء الأوروبيين إلى أن التعميد كان منتشرا منذ عهد قديم في بلاد كثيرة، فكانوا عندما يعمدون الأطفال في الهند ومنغوليا والتيبت" ... " (٥)


(١) المسيح إنسان أم إله (٤٥ - ٤٦).
(٢) ينابيع المسيحية (٣٩).
(٣) المسيحية نشأتها وتطورها (١٢٦).
(٤) العقائد الوثنية (١٢٨).
(٥) المصدر السابق (١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>