يتناول هذا الحليب، وتساهم في بناء الإنسجة في جسده، بل وتؤثر على سلوك هذا الطفل في المستقبل ويستمر تأثيرها إلى ما بعد مرحلة البلوغ؛ ولذلك فإن اللَّه حرم علينا الأمهات اللاتي أرضعننا، يقول تعالى:{وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}(النساء: ٢٣)، وهذا من إعجاز القرآن الكريم (١).
رابعًا: الرضاعة المحرمة والصفات الوراثية:
اكتشف العلماء فائدة الرضاعة المحرِّمة كعلاجٍ لبعض الأمراض الوراثية، وقد اكتشف الطب أنماطًا متعددةً لها؛ ومن أحد أنواعها: الأمراض أحادية التوريث (Defects Single Gene) والتي تزيد على ثلاثة آلاف مرض وراثي تنتقل من الوالدين أو أحدهما إلى الذرية عن طريق وجود عيبٍ في موروثة واحدة (Gene Abnormal) يتوارثها الأبناء عن الآباء حيث يكون جزء صغير جدًا من الصبغي (الكروموسوم) مسئولًا عن تصنيع بروتينٍ معينٍ (هرمون أو إنزيم أو غيرهما)، وبهذه الحالة يكون عدد الصبغيات (الكروموسومات) طبيعيٌّ ولا يوجد زيادةٌ أو نقصٌ فيها، ولكن يوجد نقصٌ أو تغيرٌ في نوعية هذه الموروثات تؤدى إلى حدوث هذه الأمراض التي تعد المورثة مسئولة عن تصنيعها.
وحيث إن لأغلب هذه الأمراض الوراثية توزيع جغرافي وعرقي معين، ومنها ما تكون ذات صفات متنحية (Recessive) أي أن موروث المرض مغلوبةٌ على أمرها؛ فهي لا تستطيع أن تعبر عن نفسها وتظهر المرض إلا عندما توجد مورثةٌ مماثلةٌ مقابلةٌ لها تشدّ من أزرها عند كلا الوالدين فيتفقان على إظهار المرض، وبهذه الحالة يجب أن يكون كلٌ من الوالدين إما حاملًا لموروثة المرض أو مصابًا بها، ومن أمثلة ذلك في بلادنا داء فقر الدم المنجلي (Sickle cell Anemia)، دم البحر المتوسط (Thalaaassemia)، وفي بريطانيا يمثلها داء التكيس الليفي (cystic Fibrosis).
(١) انظر مقال عبد الدائم الكحيل موسوعة الإعجاز العلمي بعنوان: (حقائق جديدة تثبت صدق كلام اللَّه وكذب كلام الملحد)، موقع عبد الدائم الكحيل.