للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكنائس عديد من الاعتبارات، سوف تزول ويأتي الوقت الذي نفصح فيه عن كل شيء، وقد احتفظ رجال الكهنوت بكثير من الأسرار، وأباحوا الرموز للشعب، وهذه سنة جرى عليها جميع الكهنة من قبل المسيحية، وقد أشار السيد المسيح إلى هؤلاء الكهنة، عندما وجه القول إلى الفريسيين والصدوقيين من اليهود قائلًا لهم: "لا تضعوا المصباح تحت المكيال" وقد عنى المسيح بالمكيال: الرموز والطقوس.

كما عنى بالمصباح الحقائق المستورة تحت الرموز والطقوس" (١).

[الفصل الثاني: العبادات في عصر المسيح -عليه السلام-.]

عندما ندرس العبادات التي جاء بها السيد المسيح، لا بد أن نطلع على عبادات العقائد التي كانت سائدة آنذاك في فلسطين والحضارات المجاورة، وخاصة عبادات اليهود والرومان، باعتبار أن الطرفين كانا الأكثر وضوحًا من حيث عقائدهما عند مجيء السيد المسيح -عليه السلام-.

أما العبادات في اليهودية فإن كثيرًا من المصادر دونت لها ووصفتها، وكذلك بثت الأناجيل شيئًا منها.

والواقع أن الحقبة التاريخية التي سبقت مجيء المسيح بحوالي مئة عام شهدت انطلاقًا شديدًا لتابعي اليهود فالظروف التي وجد فيها اليهود لم تكن مشجعة لهم على إقامة الشعائر الدينية، لأن الحملات الآشورية ثم البابلية والفارسية واليونانية قد تركت طابعًا لم يكن من السهل إزالته، حيث انتشرت في طول البلاد وعرضها العبادات الوثنية على اختلافها، وشيدت في كل أنحاء فلسطين معابد وهياكل لآلهة عديدة وكثيرة.

وأما ديانة يهوه فاضطهدت وضعفت، بل في كثير من الأحيان لم تعد كديانة من الديانات الأخرى الموجودة في البلاد بل أصبحت ديانة مكلفة كان ثمنها في بعض الأحيان حياة الذين كانوا يتمسكون بها ويحيونها حياة عملية.

وفي عام ١٦٧ ق. م قام أنطيخوس الرابع بإقامة تمثال يحتمل أن يكون تمثال جوبيتر


(١) الأديان في كفة الميزان، نقلا من النصرانية والإسلام (٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>