للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (الشيخ والشيخة) عام أريد به الخاص، وهو المحصن من الشيوخ، وإلى هذا أشار جماعة من السلف.

قال الإمام مالك: قوله: (الشيخ والشيخة) يعني: الثيب والثيبة. (١)

قال ابن حزم: معناه المحصن والمحصنة. (٢)

ولذا قال ابن حجر: السَّبَب فِي نَسْخ تِلَاوَتهَا لِكَوْنِ الْعَمَل عَلَى غَيْر الظَّاهِر مِنْ عُمُومهَا (٣).

قال ابن الحاجب في أماليه - وقد سئل: ما الفائدة في ذكر الشيخ والشيخة؟ وهلا قيل المحصن والمحصنة؟

هذا من البديع في باب المبالغة أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص الأخس، وفي باب المدح بالأكثر والأعلى. فيقال: لعن الله السارق يسرق ربع دينار فيقطع يده. والمراد يسرق ربع دينار فصاعدا إلى أعلى ما يسرق، وقد يبالغ فيذكر ما لا يقطع به تقليلا كما في الحديث "لَعَنَ الله السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ" (٤).

وقد علم أنه لا يقطع بالبيضة. (٥)

الوجه الرابع: بيان معنى قول عمر - رضي الله عنه - لَوْلَا أنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ الله لَكَتَبْتُهَا.

١ - هذه الزيادة كحاشية توضيحية.

قال الماوردي: وَلَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عَمَرُ فِي الْقُرْآنِ لَكَتَبْتُهَا فِي حَاشِيَةِ الْمُصْحَفِ، وَلَوْ كَانَتْ مِنَ الْمَتْلُوِّ لَكَتَبْتُهَا مَعَ الْمَرْسُومِ الْمَتْلُوِّ، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِكتابَتِهَا فِي الْحَاشِيَةِ، لِئَلَّا يَنْسَاهَا النَّاسُ، ثُمَّ لَمْ يَفْعَلْ لِئَلَّا تَصِيرَ مَتْلُوَّة (٦).


(١) مالك كتاب الحدود باب ما جاء في الرجم.
(٢) الناسخ والمنسوخ لابن حزم ١/ ٩.
(٣) فتح الباري ١٢/ ١٤٨.
(٤) البخاري (٦٧٨٣) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٥) شرح سنن ابن ماجه ١/ ١٨٤ للسيوطي وآخرين.
(٦) الحاوي في فقه الشافعي للماوردي ١١/ ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>