للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه آلة التعريف؟ وقيل: ياسين اسم أبي إلياس أضيف الآل إليه فدخل إلياس فيهم. (١)

قال الأخفش: العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم، فيقولون: المهالبة على أنهم سموا كل رجل منهم بالمهلب، قال: فعلى هذا إنه سمى كل رجل منهم بإلياسين (٢).

قال الفراء: يذهب بإلياسين إلى أن يجعله جمعًا، فيجعل أصحابه داخلين معه في اسمه.

قال أبو عليّ الفارسي: تقديره: إلياسيين، إلا أن الياءين للنسبة حذفتا كما حذفتا في الأشعرين والأعجمين. ورجح الفرّاء وأبو عبيدة قراءةَ الجمهور؛ قال: لأنه لم يقل في شيء من السور على آل فلان، إنما جاء بالاسم كذلك إلياسين لأنه إنما هو بمعنى: إلياس، أو بمعنى: إلياس وأتباعه. وقال الكلبي: المراد بآل ياسين: آل محمد، قال الواحدي: وهذا بعيد؛ لأن ما بعده من الكلام وما قبله لا يدلّ عليه. (٣)

[الوجه الثالث: العرب تتصرف في الأسماء الأعجمية.]

إن (آل ياسين) لغة في إلياس، وكثيرًا ما يتصرفون في الأسماء غير العربية، وفي الكشاف: لعل لزيادة الياء والنون معنى في اللغة السريانية. (٤)

ومن هذا الباب سيناء وسينين، واختار هذه اللغة هنا رعاية للفواصل.

قال ابن عاشور: وللعرب في النطق بالأسماء الأعجمية تصرفات كثيرة؛ لأنه ليس من لغتهم فهم يتصرفون في النطق به على ما يناسب أبنية كلامهم. (٥)

قال: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (١٣٠)} فجعله بالنون، والعجميُّ من الأسْمَاء قد يَفعل به هذا العربُ، تقول: ميكالُ، وميكائِيل، وميكائل، وميكائين -بالنون-؛ وهي في بني أسَدٍ يقولونَ: هذا إسْمَاعِينُ قد جَاء -بالنون-، وسَائر العرب باللام، قال: وأنشدني بعض بني


(١) شرح الشاطبية لأبي شامة، الآبيات ٩٩٨، ٩٩٩، ١٠٠٠.
(٢) معاني القرآن للنحاس ٣/ ٤٣٧.
(٣) فتح القدير للشوكاني ٤/ ٤٧٠.
(٤) الكشاف للزمخشري؛ الصافات: ١٣٠.
(٥) التحرير والتنوير لابن عاشور؛ الصافات: ١٢٣، ٢٣/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>