للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشعرِين والسَّعْدِين، وشبهه قال الشاعر: (١) أنا ابن سعدٍ سَيِّدِ السَّعْدِينا

وهو في الاثنين أكثر: أن يضمّ أحدهما إلى صَاحبه إذا كان أَشهر منه اسمًا؛ كقول الشاعر (٢):

جزانى الزَّهدمان جزاء سَوءٍ ... وكنتُ المرءَ يُجزَى بالكرامَهْ

واسم أحدهما زَهْدَم، وقال الآخر (٣):

جزى اللَّه فيهَا الأعوَرَين ذَمَامَةً ... وفروة ثَغْر الثورَةِ المتضَاجِم

واسم أحدهما أَعور. (٤)

فَجَمَعَ المنسوبَ إلى (إلياس) بالياء والنون، فوقع السلام على من نسب إليه من أمته المؤمنين، وهذه الياء تحذف كثيرًا من النسب في الجمع المُسلَّم والمُكسَّر؛ ولذلك قالوا: المهالبة والمسامعة وأحدهم: مِسمَعي ومُهلَّبي، وقالوا: الأعجمون والنُّميرون؛ والواحد أعجمي ونُميري، فحذفت ياء النسب في الجمعين استخفافًا لثقل الياء وثقل الجمع، فكذلك (إلياسين) في قراءة من كسر الهمزة إنما هو على النسب، وحذفت الياء من الجمع على ما ذكرنا، ولو لم يكن ذلك على النسب لكان كل واحد من أمة النبي اسمه (إلياس)؛ وليس كذلك، إنما (إلياس) اسم نبيهم فنسبوا إليه. (٥)

وإلياسين جمع فهو من باب قول الراجز:

(قدني من نصر الخبيبين قدني)، ورد هذا بأنه لو أريد لكان الوجه تعريفه فيقال: الإلياسين كقوله: الخبيبين، وقريء على إلياسين بوصل الهمزة؛ فهذا يمكن فيه ذلك لأن


(١) هو رؤبة. كما ذكره سيبويه في الكتاب ٢/ ١٥٣ بلفظ: أكرم بدل سيد. وانظر: ملحقات ديوان رؤبة ١٩١، وابن يعيش ١: ٤٦.
(٢) هو قيس بن زهير، كما في اللسان (زهدم). قال أبو عبيدة: الزهدمان هما: زهدم وكردم.
(٣) هو الأخطل، كما في اللسان (ثغر).
(٤) معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٩١.
(٥) الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب القيسي ٢/ ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>