للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وسار معاوية حتى نزل النخيلة، وجمع الناس بها، فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبةً طويلةً لم ينقلها أحدٌ من الرواة تامةً، وجاءت مقطعة في الحديث، وسنذكر ما انتهى إلينا من ذلك.

الرواية الثالثة: عن عطاء بن السائب، عن الشعبي قال: خطب معاوية حين بويع له فقال: ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها، ثم إنه انتبه فندم، فقال: إلا هذه الأمة فإنها وإنها. (١) وعن مجالد، عن الشعبي بهذا. (٢)


= قلت: السري متروك، قال ابن حجر: متروك الحديث. اهـ من التقريب (ت ٢٢٢١) وقال الذهبي في الكاشف (ت ١٨١٢): تركوه.
(١) ضعيف جدًّا. أخرجه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين قال: حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدثني أحمد بن بشر، عن الفضل بن الحسن، وعيسى بن مهران، قالوا: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، قال: خطب معاوية حين بويع له فقال وذكره. وهذا إسناد شديد الضعف؛ فيه: أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار، المعروف بحمار العزير من رؤوس الشيعة قيل: كان قدريًا، وقال علي بن عبيد الله بن المسيب الكاتب: كان كثير الوقيعة في الأكابر وذكر له ابن النديم في الفهرست عدة مصنفات، منها كتاب مثالب معاوية. اهـ من الميزان (١/ ٢١٩). وفيه أيضًا: عيسى -عليه السلام- بن مهران المستعطف أبو موسى، كان ببغداد رافضي- كذاب جبل قال ابن عدى: حدث بأحاديث موضوعة محترق في الرفض، وقال أبو حاتم: كذاب، وقال الدارقطني: رجل سوء، وقال الخطيب: كان من شياطين الرافضة ومردتهم، وقع إلي كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابة وتضليلهم وإكفارهم وتفسيقهم فوالله لقد قف شعري عند نظري فيه وعظم تعجبي مما أودع ذلك الكتاب من الأحاديث الموضوعة والأقاصيص المختلقة والأنباء المفتعلة بالأسانيد المظلمة عن سقاط الكوفيين من المعروفين بالكذب ومن المجهولين ودلني ذلك على عمى بصيرة واضعة وخبث سريرة جامعه وخيبة سعي طالبه واحتقاب ذرار كاتبه {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: ٧٩]، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: ٢٢٧] اهـ لسان الميزان (٤/ ٤٠٦)، والجرح والتعديل (٦/ ٢٩٠)، وتاريخ بغداد (١١/ ١٦٧). وقيس بن الربيع: صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، من السابعة. التقريب ت (٥٥٧٣).
(٢) ضعيف. أخرجه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين فقال: حدثني أبو عبيد، قال: حدثني الفضل المصري، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا أبو أسامة، عن مجالد به.
وإسناده فيه مؤلف الكتاب شيعي، ومجالد بن سعيد: ضعيف، وعلى فرض ثبوته فقد صرح الشعبي أن معاوية استثنى هذه الأمة، وأثنى عليها، وهذا هو مقامه وقدره -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>