للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشذوذات فيهم إلا من بقايا تعاليم الإلحاد التي كانوا يتلقونها في مدينة السامرة المبنية على التساهل والاستخفاف بأصول الدين، والتر خص في تعظيم آلهة جيرتهم الكنعانيين أصهار ملوكهم، ودام ذلك الشذوذ فيهم إلى زمن عيسى - عليه السلام - ففي إنجيل متى (إصحاح ١٥) وفى إنجيل لوقا (إصحاح ٩) ما يقتضي أن بلدة السامريين كانت منحرفة على اتباع المسيح، وأنه نهى الحواريين عن الدخول إلى مدينتهم (١).

[الوجه الرابع: (السامري) نسب إلى قرية اسمها السامرة.]

ويحتمل أن يكون (السامري) نسبًا إلى قرية اسمها السامرة من قرى مصر، كما قال بعض أهل التفسير، فيكون فتى قبطيًا أندس في بني إسرائيل لتعلقه بهم في مصر أو لصناعة يصنعها لهم (٢)، وفي قلبه ما فيه من عبادة البقر (٣).

[الوجه الخامس]

يظن المعترض أن اسم (السامري) مقتبس من مدينة تسمى (السامرة)، وأيضًا يظن أن السامرة هي أول شيء أطلق عليه سامرة، وفي هذا خطأ جسيم.

لعدة أسباب:

أولًا: اسم السامرة (شومرون) بالعبري، مشتق من سامر؛ وهو (شامر) بالعبرية الذي معناه: (الحارس)، والأسماء مثل ذلك ينطق بها العبريون هكذا: (موشى، يشوع، شبت، شامر)، ومعنى السامرة هو مركز (الحارس).

ثانيًا: وبنيت هذه المدينة على جبل اسمه (جبل السامرة)، وهذا الجبل كان يمتلكه رجل اسمه (شامر).

وفي أيام حكم الملك عمري (ملك يهوذا) اشترى الملك الجبل من شامر، ثم بنى المدينة عليه ولهذا دعيت المدينة (مدينة السامرة) نسبة إلى شامر الذي كان يمتلك الجبل الذي


(١) التحرير والتنوير لابن عاشور (١/ ٢٨٠، ٢٨١)، ويراجع تفسير القاسمي (١١/ ١٨٤)، تاج العروس (١/ ٢٩٦٧)، لسان العرب (٤/ ٣٧٦)، القاموس المحيط (١/ ٥٧٧).
(٢) التحرير والتنوير (١٦/ ٢٨٠).
(٣) تفسير القرطبي (١١/ ٢٤٩)، ويراجع (الكشاف) للزمخشري (٣/ ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>