كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الثاني: الرد على الطعن في أحاديث الذبابة، وإثبات صحتها. - الثالث: عدم تفرد البخاري بالحديث. - ج: 7 - ص: 128

اعلم أن الأحاديث الواردة في إثبات الشفاء في أحد جناحي الذباب أحاديث صحيحة ثابتة ومنها:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء والأخرى شفاء". (١)

٢ - عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله". (٢)

٣ - عن علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "في الذباب أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء، فإذا وقع في الإناء؛ فأرسبوه فيذهب شفاؤه بدائه". (٣)

الثالث [*]: عدم تفرد البخاري بالحديث.

إن الحديث لم يتفرد به البخاري في صحيحه، فقد رواه غيره من أصحاب الكتب، كما تقدم ذكرهم في التخريج. وهو أصح كتاب بعد القرآن، وقد أجمعت الأمة كلها على قبوله والعمل بما فيه، ولم يطعن أحد في صحيح البخاري إلا بعض المبتدعة كالروافض وأمثالهم.

[الرابع: عدم تفرد أبي هريرة -رضي الله عنه- بالرواية.]

وأما دعوى تفرد أمير المؤمنين بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- فلا تصح، لورود الحديث عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- وقد سبق تخريجه، وكذلك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

---

(١) رواه البخاري (٣٣٢٠)، وأحمد (٢/ ٢٤٦)، والدارمي (٢٠٣٨)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٣٨) وإسحاق بن راهويه في مسنده (١٢٥)، وابن حبان (٥٢٥٠)، وفي لفظ عند البخاري (٥٤٤٥) "فليغمسه كله ثم ليطرحه" وهو عند ابن ماجه (٣٥٠٥)، وأحمد (٢/ ٣٩٨)، وفي لفظ ثالث في البخاري (٣١٤٢) (فليغمسه ثم لينزعه)، وهو عند البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٢٥٢)، شعب الإيمان (٥/ ١١٩)، وفي لفظ رابع عند أبي داود (٣٨٤٤) بسند صحيح "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه -أي فاغمسوه فيه- فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء، وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله" وهو عند أحمد (٢/ ٢٢٩)، وابن خزيمة (١٠٥)، وابن حبان (١٢٤٦).
(٢) صحيح. رواه النسائي في سننه الصغرى (٤٢٦٢)، والكبرى (٣/ ٨٨)، وأحمد (٣/ ٢٤)، وأبو داود الطيالسي (٢١٨٨)، وأبو يعلى في مسنده (٩٨٦)، وعبد بن حميد (١/ ٢٧٩)، وابن حبان (١٢٤٧).
(٣) أورده السيوطي في الجامع الصغير (١٤٨٢)، وصححه، وعزاه لابن النجار عن علي -رضي الله عنه-، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٢٤٩).

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في تفريع العناوين وترقيمها خلل يظهر لمن تأمل، وقد فرعنا العناوين في الشجرة الجانبية حسب ما ظهر لنا بغض النظر عن الترقيم