للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٧ - موقف الصحابة في معركة صفين]

[نص الشبهة]

كيف يتقاتل أمثال هؤلاء الصحابة من أجل أشخاص أو صراع على سلطة؟

والرد على ذلك كما يلي.

أولًا: إجمال التأويل الذي ذهب إليه كل من الفريقين في قتال الآخر، وأنه لم يكن البحث عن الخلافة والملك من معاوية -رضي اللَّه عنه-، ولم يكن رضًا بقتل عثمان من جهة عليّ -رضي اللَّه عنه- ولا دفاعًا عن قتلته في معركة صفين، وذلك في نقول عن أهل العلم نجعلها في نقاط كما يلي:

[الوجه الأول: ذكر الرواية بذلك]

لقد شاع بين الناس قديمًا وحديثًا أن الخلاف بين عليّ ومعاوية -رضي اللَّه عنهما- كان سببه طمع معاوية في الخلافة، وأن خروج هذا الأخير على عليّ وامتناعه عن بيعته كان بسبب عزله عن ولاية الشام. (١) جاء في كتاب: الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة الدينوري رواية تذكر أن معاوية ادعى الخلافة، وذلك من خلال الرواية التي ورد فيها ما قاله ابن الكواء لأبي موسى -رضي اللَّه عنه-: اعلم أن معاوية طليق الإسلام، وأن أباه رأس الأحزاب، وأنه ادعى الخلافة من غير مشورة، فإن صدقك فقد حل خلعه، وإن كذبك فقد حرم عليك كلامه. (٢)

ونقل الذهبي رحمه اللَّه أن معاوية قال لجرير بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهم-: اكتب إلى عليّ أن يجعل لي الشام وأنا أبايع له، وذكر يحيى الجعفي في كتاب صفين بإسناده أن معاوية قال لجرير بن عبد اللَّه: اكتب إلى عليّ أن يجعل لي الشام وأنا أبايع له قال: وبعث الوليد بن عبد اللَّه: اكتب إلى عليّ أن يجعل لي الشام وأنا أبايع له قال: وبعث الوليد بن عقبة إليه يقول:

معاوي إن الشام شامك فاعتصم ... بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا

وحام عليها بالقبائل والقنا ... ولا تك محشوش الذراعين وانيًا

فإن عليًّا ناظر ما تجيبه ... فاهد له حربًا تشيب النواصيا. (٣)


(١) فتنة مقتل عثمان (١٤٣).
(٢) الإمامة والسياسة (١/ ١١٣)
(٣) تاريخ الإسلام للذهبي (١/ ٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>