للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: حديث العرباض -رضي الله عنه- قال: دعانا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الغَدَاء المباركِ، وسمعتُه يقول: "اللهم علِّمْه -يعني معاويةَ -رضي الله عنه- الكتابَ، والحسابَ، وقِهِ العذابَ". (١)

رابعًا: كونه أول من ركب البحر مجاهدًا في سبيل الله.


(١) حسن لغيره. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١٩٣٨) من طريق يعقوب بن إبراهيم، وعبد الله بن هاشم.
وأحمد في المسند (٤/ ١٢٧)، وفي فضائل الصحابة (١٧٤٨)، ومن طريقه الخلال في العلل (١٤١) عن مهنا.
وابن حبان (١٦/ ١٩١) من طريق العباس بن عبد العظيم العنبري، وأحمد بن سنان جميعهم (يعقوب بن إبراهيم، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن حنبل، والعباس، وأحمد بن سنان) عن عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٤٥) من طريق أبي صالح، وأخرجه الطبراني في الكبير (١٨/ ٢٥١) من طريق عبد الله بن صالح وأسد بن موسى جميعهم (عبد الله صالح، وأسد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي) عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم عن العرباض به.
وفي العلل للخلال فائدة في غاية الأهمية تبين موقف العراقيين من فضائل معاوية -رضي الله عنه- وهي: قول مهنا بعد سؤال أحمد عن هذا الحديث: قلتُ: (إن الكوفيين لا يذكرون هذا: "علّمه الكتاب والحساب وقِهِ العذاب" قَطَعوا منه؟ ). قال أحمد: (كان عبد الرحمن لا يذكُره. ولم يذكُرْه إلا فيما بيني وبينَه). اهـ
وعليه فقد روى الحديثَ جماعةٌ عن معاويةَ بنِ صالحٍ مقتصرين على ذكرِ الغداءِ المباركِ، منهم:
١ - حمادُ بنُ خالدٍ الخياطُ. أخرجه أبو داود (٢٣٤٤)، وصححه الألباني.
٢ - عبدُ الرحمن بنُ مهدي فيما رواه عنه شعيبُ بنُ يوسفَ البصريُّ. أخرجه النسائي (٤/ ١٤٥)، وصححه الألباني.
٣ - زيدُ بنُ حُبَابٍ. أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٢٦).
قلت: وهذا إسنادٌ فيه الحارثُ بنُ زيادٍ، ذكره ابنُ حبان في الثقات (٤/ ١٣٣)، وقال الذهبي: مجهولٌ، وقال ابن حجر: لين الحديث التقريب (ت ١٠٢٢) ويشهد للحديثِ ما قبلَه.
وقال الألباني في الصحيحة (٣٢٢٧): هذا إسنادٌ حسنٌ في الشواهدِ، رجالُه ثقاتٌ غيرَ الحارثِ بنِ زيادٍ فإنَّه مجهولٌ لم يوثقْه غيرُ ابنِ حبان ولم يذكر له راويا غيرَ يونسَ هذا، وعليه فقول الحافظ فيه: لينُ الحديثِ ليس على الجادة، ثم إنه لايخفى أنَّ إخراجَ ابنِ خزيمةَ للحديثِ في صحيحِه يعني أنه ثقةٌ عنده، إلا أنه قد عُرِفَ بالتساهلِ في التصحيحِ والتوثيقِ كتلميذِه ابنِ حبانَ فلا أقل من أن يصلُحَ للاستشهادِ به، وهذا هو الذي مال إليه من قَوَّى الحديثَ. اهـ من الصحيحة (٣٢٢٧).
ولما سُئل عنه الإمامُ أحمدُ لم يضعِّفْه كما في علل الخلال، وقال ابنُ عساكرَ في تاريخِه (٥٩/ ١٠٦): أصحُّ ما رُوِيَ في فضلِ معاويةَ حديثُ أبي حمزةَ عن ابنِ عباس أنه كاتبُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقد أخرجه مسلمٌ في صحيحِه وبعده حديث العرباض: "اللهم علمه الكتاب" وبعده حديث ابن أبي عميرة: "اللهم اجعله هاديًا مهديًا" اهـ. وقال ابنُ كثيرٍ في البداية والنهاية (٨/ ١٢١): وقد اعتنى ابنُ عساكرَ بهذا الحديثِ، وأطنبَ فيه، وأطيبَ، وأطربَ، وأفادَ، وأجادَ، وأحسنَ الانتقادَ فكم له من موطنٍ قد تَبَرَّزَ فيه على غيرِه من الحفاظِ، والنقادِ. وحسّنه ابنُ القطّان (الإكمال لمغلطاي ٣/ ٢٩٠). وقوّاه الذهبي بشاهده (السير ٣/ ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>