للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهود، قال العباس فلما رجعنا إلى منازلنا، قال أبو سفيان يا أبا الفضل إن اليهود تفزع من ابن أخيك قلت قد رأيت ما رأيت (١).

فالعباس بن بكار الضبي بصري: قال الدارقطني: كذاب (٢)، وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم والمناكير (٣)، وقال أبو نعيم الأصبهاني: يروي المناكير لا شيء (٤).

[الوجه الثاني]

ما ذكروه يتضمّن تدليسًا فاحشًا، وكذبًا واضحًا، يتّضح عند العودة إلى الرواية في مصادرها، فالأثر على افتراض صحته، فهو دليل على أمية الرسول، فعند قوله: فقال الحبر اليهودي: هل كتب بيده؟ قال العباس: فظننت أنه خير له أن يكتب بيده، فأردت أن أقولها، ثم ذكرت مكان أبي سفيان أنه مكذبي ورادٌّ عليّ فقلت: لا يكتب. فوثب الحبر وترك رداءه وقال: ذبحت يهود وقتلت يهود. وبهذا يظهر أن أميّة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت أمرًا مشتهرًا يعرفها القاصي والداني من قومه.

[الوجه الثالث]

وفي الأثر أيضًا: قال العباس لا يكتب، فوثب الحبر، وترك رداءه، وقال ذبحت يهود وقتلت يهود، قال العباس: فلما رجعنا إلى منازلنا، قال أبو سفيان: يا أبا الفضل إن اليهود تفزع من ابن أخيك، قلت: قد رأيت ما رأيت، ففزع اليهودي عندما علم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يكتب، دليل على أنه تأكد أن محمدًا هو نبي آخر الزمان. وكل ما هنالك أن العباس تردد في اختيار القول الذي يقوله لليهودي: هل يقول أنه يكتب أم لا بغض النظر عن صدق الاختيار الذي يريد أن يختاره من أحدهما، فلما علم أن الكتابة لها فضل وأنه لا يريد إثبات


(١) ذكر البيهقي في (دلائل النبوة ١/ ٢٠٤)، وكذلك الأصبهاني (دلائل النبوة ٢٧١)، قالا: ذكر الطبراني رحمه الله في دلائل النبوة ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا العباس بن بكار الضبي، ثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنه - به.
(٢) لسان الميزان: ترجمة ١٠٥٢.
(٣) الضعفاء الكبير ١٣٩٩.
(٤) لسان الميزان: ترجمة ١٠٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>