للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦ - شبهة: عودة الجمع على مثنى.]

نص الشبهة: جاء في سورة الحج الآية (١٩): {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} والقياس أن يثنى الضمير العائد على المثنى فيقول: خصمان اختصما في ربهما.

وهناك عدة آيات يُظَنُّ أنها خلطت بين المثنى والجمع، فأرجعت حديث الجمع على المثنى؛ منها:

- {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} (النساء: ١١).

- {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (المائدة: ٣٨).

- {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} (يوسف: ٨٣).

- {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨)} (الأنبياء: ٧٨).

- {فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥)} (الشعراء: ١٥).

- {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} (ص: ٢١ - ٢٤).

- {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (الحجرات: ٩).

- {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (التحريم: ٤).

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: الرد الإجمالي]

أن عامة الآيات التي جاء بها كلام يفيد الجمع وظاهر اللفظ أنه يعود على مثنى، إما أنها تعود بالفِعْلِ عَلَى جَمْعٍ وهذا واضح من سياقها، وقد أيَّدَ ذلك سبب نزول الآية أو ما ورد من الأخبار الصحيحة وغير ذلك، وإما أن اللفظة المستخدمة تقع على المفرد والمثنى والجمع مذكرًا ومؤنثًا سواء بسواء، وإما أن اللفظة وهي مثنى مفردها يفيد الجمع ولذا

<<  <  ج: ص:  >  >>