(٢) ابن الراوندي الزنديق، وهو أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين بن الراوندي، نسبة إلى قرية ببلاد قاشان ثم نشأ ببغداد، كان بها يصنف الكتب في الزندقة، وكانت لديه فضيلة، ولكنه استعملها فيما يضره ولا ينفعه في الدنيا ولا في الآخرة، - وهو - أحد مشاهير الزنادقة، كان أبوه يهوديا فأظهر الإسلام، ويقال إنه حرف التوراة، كما عادى ابنه القرآن بالقرآن، وألحد فيه، وصنف كتابًا في الرد على القرآن سماه الدامغ. وكتابًا في الرد على الشريعة والاعتراض عليها سماه الزمردة، وكتابًا يقال له التاج في معنى ذلك. وله كتاب الفريد، وكتاب إمامة المفضول الفاضل، وقد انتصب للرد على كتبه هذه جماعة منهم الشيخ أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي شيخ المعتزلة في زمانه وقد أجاد في ذلك، وكذلك ولده أبو هاشم عبد السلام بن أبي على، قال الشيخ أبو علي: قرأت كتاب هذا الملحد الجاهل السفيه ابن الراوندي، فلم أجد فيه إلا السفه، والكذب، والافتراء، قال: وقد وضع كتابًا في قدم العالم ونفي الصانع، وتصحيح مذهب الدهرية والرد على أهل التوحيد، ووضع كتابًا في الرد على محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبعة عشر موضعا ونسبه إلى الكذب يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وطعن على القرآن ووضع كتابًا لليهود والنصارى وفضل دينهم على المسلمين =