للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ. . .} إلى قوله: {وَالصَّابِرِينَ} (البقرة: ١٧٧). (١)

والعرب تعترض من صفات الواحد إذا تطاولت بالمدح أو الذم؛ فيرفعون إذا كان الاسم رفعًا، وينصبون بعض المدح فكأنهم ينوون إخراج المنصوب بمدحٍ مجدّدٍ غير مُتْبَع لأوّل الكلام. (٢)

[الوجه الثاني: شواهد العرب على ذلك.]

ومن الشواهد العربية على (النصب على الاختصاص) من الشعر العربي المحتج به لغويًا ونحويًا.

من ذلك ما أورده سيبويه (تحت باب: هذا ما ينتصب على التعظيم والمدح)

ومنه قول الخِرنِق بنت هفان:

لا يَبْعَدَنْ قومي الذين هُمُ ... سَمُّ العُداة وآفةُ الجُزْرِ

النازلين بكل مُعْتَركٍ ... والطيبون معاقِدَ الأُزْرِ. (٣)

والشاهد في هذين البيتين نصب: (النازلين) وهو معطوف على مرفوع وهو: (سَمُّ العُدَاة).

وقول أُمية بن أبي عائذ:

ويأوي إلى نِسوةٍ عُطَّلٍ ... وشُعْثًا مراضيعَ مثلِ السَّعَالِي

والشاهد في هذا البيت نصب (شُعثًا) وهو معطوف على مجرور (عُطَّلٍ). (٤)

وهناك آراء أخرى ذكرها العلماء لتوجيه هذه الآية، ولكنها لا تبلغ من القوة والشيوع


(١) التحرير والتنوير لابن عاشور ٤/ ٣١٢.
(٢) معاني القرآن للفراء ٢/ ١٠٥.
(٣) الكتاب لسيبويه ٢/ ٦٤ وقد أورده الأنباري في الإنصاف:
النازلون بكل معترك ... والطيبين معاقد الأزر.
وقال: فنصبت الطيبين على المدح، فكأنها قالت: أعني الطيبين؛ الإنصاف ٢/ ٤٦٨.
(٤) انظر الكتاب لسيبويه ٢/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>