للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يكون مؤمنًا به إلا من عبده بطاعة رسله، ولا يكون مؤمنا به ولا عابدا له إلا من آمن بجميع رسله، وأطاع من أرسل إليه فيطاع كل رسول إلى أن يأتي الذي بعده فتكون الطاعة للرسول الثاني، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله؛ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ} (النساء: ٦٤).

ومن فرق بين رسله فآمن ببعض وكفر ببعض كان كافرا، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (١٥١) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (١٥٢)} (النساء: ١٥٠ - ١٥٢). (١)

الوجه الثاني: الثناء والمدح كان للكتاب الذي نزل على موسى وعيسى.

أولًا: توراة موسى - عليه السلام - أم التوراة المحرفة؟

يُقصد بتوراة موسى ذلك الكتاب الذي أوحاه الله إلى عبده موسى، والذي قرأه على بني إسرائيل في حياته، وحكم به وأخوه هارون فيهم، ثم تركه بينهم وانتقل إلى رحمة الله، يقول الله في القرآن عن توراة موسى الأصلية هذه: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤)} (المائدة: ٤٤).

أ- ولقد كان في توراة موسى: لا إله إلا الله، الإحسان إلى الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين، مخاطبة الناس - غير الإسرائيليين - بالحسنى وعدم الاستكبار.


(١) الجواب الصحيح ١/ ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>