للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٨ - شبهة: ادعاؤهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتصب صفية.]

[نص الشبهة]

إدعاء اغتصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لصفية، وأنه قتل زوجها، وأن القصة تشير إلى قسوة قلب بلال.

والرد من وجوه:

الوجه الأول: بيان ضعف القصة، وعليه تبطل جميع الاتهامات.

الوجه الثاني: صحيح ما ورد في هذه القصة، وتوجيه العلماء لها.

الوجه الثالث: النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يغتصب صفية وحاشاه.

الوجه الرابع: عفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخشيته من ربه.

الوجه الخامس: سبب أسر صفية وقومها.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: بيان ضعف القصة.]

عن إسحاق بن يسار قال لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن ابن أبي الحقيق؛ أتى بصفية ابنة حبي، ومعها ابنة عم لها، جاء بها بلال، فمر بهما على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صكت وجهها، وصاحت، وحثت التراب على رأسها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غربوا هذه الشيطانة عني، وأمر بصفية خلفه وغطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال حين رأى من اليهودية ما رأى: يا بلال نُزعت منك الرحمة حين تمر بامرأتين على قتلاهما، وقد كانت صفية رأت قبل ذلك أن قمرًا وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها فضرب وجهها ضربة أثر فيه، وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكون عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألها عنه، فأخبرته خبره. (١)

[الوجه الثاني: صحيح ما ورد في هذه القصة وتوجيه العلماء لها.]

عن أنس - رضي الله عنه - قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح قريبًا من خيبر بغلس ثم قال: "الله أكبر خربت


(١) ضعيف. أخرجه محمد بن إسحاق في السيرة النبوية ١/ ٩٢، وابن الأثير في أسد الغابة ٦/ ١٧١ من طريق إسحاق بن يسار، وهو من الطبقة الثالثة من الوسطى من التابعين، فالإسناد مرسل، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٤/ ٢٣١ من طريق عروة بن الزبير؛ وهو مرسل منقطع أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>