للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المصباح: هو الذي خُلِقَ له فَرْجُ الرّجُلِ وفَرْجُ المَرْأَةِ (١).

قال شيخُنا: وعند الفُقَهَاءِ: هو مَنْ لَهُ ما لَهُمَان أَو مَنْ عَدِمَ الفَرْجَيْنِ معًا فإِنّهُمْ قالُوا: إِنّه خُنْثَى وبعضهُم قال الخُنْثَى حَقِيقَةً مَن له فَرْجَانِ ومَنْ لا فَرْجَ له بالكُلِّيَّةِ أُلحقَ بالخُنْثَى في أَحكامِه فهو خُنْثَى مجازًا فتَأَمَّل، فإن كان من أصل الخلقة لم يكن عليه لوم وعليه أن يتكلف إزالة ذلك، وإن كان بقصد منه وتكلف له فهو المذموم، ويطلق عليه اسم مخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعل وإن لم تعرف منه الفاحشة مأخوذ من التكسر في المشي وغيره ولعن من فعل ذلك (٢).

[الوجه الثالث: من يكون هذا المخنث؟]

هذا المؤنث يسمى: هيت، وهو مولى لعبد الله بن أبي أمية أخى أم سلمة لأمها، وكان طوس مولى عبد الله بن أبي أمية ومن قبله سرى إلى طوس الخنث وقيل: ماتع، وحكى أبو موسى المديني في كون ماتع لقب هيت أو بالعكس أو إنهما اثنان خلافًا، وجزم الواقدي بالتعدد، فإنه قال: كان هيت مولى عبد الله بن أبي أمية وكان ماتع مولى فاخته وذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفاهما معًا إلى الحمى.

قَالَ الْقَاضِي: الْأَشْهَر أَنَّ اِسْمه (هِيت) بِكَسْرِ الْهَاء وَمُثَنَّاة تَحْت سَاكِنَة ثُمَّ مُثَنَّاة فَوْق.

قَالَ: وَقِيلَ: صَوَابه (هَنَب) بِالنُّونِ وَالْبَاء الموَحَّدَة قَالَهُ ابْن دَرَسْتَوَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا سِوَاهُ تَصْحِيف، قَالَ: وَالْهَنَب الْأَحْمَق، وَقِيلَ: (مَاتِع) بِالمثَنَّاةِ فَوْق مَوْلَى فَاخِتَة المَخْزُوميَّة، وَجَاءَ هَذَا فِي حَدِيث آخَر ذُكِرَ فِيهِ أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - غَرَّبَ مَاتِعًا هَذَا وَهِيتًا إِلَى الحمَى، ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيّ.

وَذَكَرَ أَبو مَنْصور الْبَادَرْدِيّ نَحْو الحكَايَة عَنْ مُخَنَّث كَانَ بِالمُدِينَةِ يُقَال لَهُ: (أَنَّهُ) وَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - نَفَاهُ إِلَى حَمْرَاء الْأَسَد. وَالمَحْفُوظ أَنَّهُ هِيت. قَالَ الْعُلَمَاء: وَإِخْرَاجه وَنَفْيه كَانَ لِثَلَاثَةِ مَعَانٍ: أَحَدهَا المعْنَى المذْكُور فِي الحدِيث أَنَّهُ كَانَ يَظُنّ أَنَّهُ مِنْ غَيْر أُولَى الْإِرْبَة، وَكَانَ مِنْهُمْ، وَيَتكتَّم بِذَلِكَ. وَالثَّانِي وَصْفه النِّسَاء وَمَحَاسِنهنَّ وَعَوْرَاتهنَّ بِحَضْرَةِ الرِّجَال، وَقَدْ


(١) المصباح (١٠/ ١٨٣).
(٢) لسان العرب (١/ ١٢٥٣)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي (٣/ ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>