فضلًا عن الظواهر الضوئية الخاصة التي تزين السماء الدنيا مثل: الشفق والفجر، والأضواء البروجية، وأضواء الشمال، أو الفجر القطبى، وكلها ظواهر متباينة ترجع إلى تفاعل الضوء مع غلاف الأرض الجوى ومجالها المغناطيسى.
ففي ختام سورة الطلاق؛ وهي تلفت الأنظار إلى قدرة اللَّه تعالى البالغة:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}.
[الوجه الرابع: ليس المقصود بالشهب أنها كواكب السماء؛ بل هي شواظ من النار]
أولا: ففي القرآن تفسير الشهب بشواظ من نار، ففي قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} (الرحمن: ٣٣ - ٣٥)، فقد جعل للجن غير ما جعل للإنس من أدوات العقاب، ولم يجعل للجن كواكب تُرمى بها كالقمر والشمس، وإنما جعل للجن {شُوَاظٌ} أى: شهب.
ثانيًا: الآيات الكريمة تتحدث أن الحرارة الناتجة عن احتراق الجرم السماوي (الشهاب) الذي لا يشترط أن يكون أصله نجَمًا - رجومًا للشياطين، ولم تذكر أبدًا أن أداة الرجم نجمًا كاملًا. "والذي في الآية أن هناك أجسامًا نارية تصيب الشياطين، ولم يذكر أن الشيطان يسقط عليه نجم أو أن الملائكة ترميه به، والعلم الحديث ورواد الفضاء يتحدثون عن النيازك التي ترى في الفضاء الواسع مذنبات مضيئة، ومنها الناري الذي ينطفئ ويتفتت في سيره، وبعضها يصل إلى الأرض؛ وهي تشبه المقذوفات البركانية، والذين درسوا الجغرافية الفلكية يعرفون هذا، فهذه المقذوفات قطع تنفصل من الكواكب وتتحرك في الفضاء، خصوصًا إذا كان النجم أو الكوكب قريبًا من الأرض، واللَّه تعالى