للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي: المحاورة في الكلام بين شخصين مختلفين يقصد كل واحد منها تصحيح قوله وإبطال قول الآخر؛ مع رغبة كل منهما في ظهور الحق (١).

الجدل لغة: مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة (٢).

الجدل اصطلاحًا: مراء يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها (٣).

الجدال لا يبعد أن يقال أن علم الجدل هو علم المناظرة (٤).

ثانيًا: مشروعية المناظرة. (٥)

والأصل في مشروعيتها:

قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥]. وقوله: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: ٤٦]. وقوله: ({وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣)} [الفرقان: ٣٣].

فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه؛ ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين (٦).

ومن حق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان. اهـ (٧).


(١) آداب البحث والمناظرة للشنقيطي صـ ٣ من القسم الثاني.
(٢) لسان العرب لابن منظور (١١/ ١٠٥).
(٣) التعريفات للجرجاني (صـ ١٠١).
(٤) كشف الظنون لحاجي خليفة (١/ ٥٧٩).
(٥) انظر بالتفصيل كتاب درء تعارض العقل مع النقل لابن تيمية (٣/ ٣٧٧ - ٣٨٧).
(٦) مجموع فتاوى ابن تيمية (٢٠/ ١٦٤ - ١٦٥).
(٧) هداية الحيارى لابن القيم ١/ ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>