للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شدة وفائه ومراعاته لغيره في هذا الشعور، أنه وصل به الوفاء حتى في المنام فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: دَخَلْتُ الجنّةَ أَوْ أتيْتُ الجنّةَ، فَأَبْصَرْتُ قَصْرًا، فَقُلْتُ: لمِنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي إِلَّا عِلْمِي بِغَيْرَتكَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخطَّابِ: يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ الله أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ (١).

وفي رواية: "أنه رأى فيه امرأة تتوضأ إلى جانب قصر" (٢).

قال ابن بطال: يُؤْخَذ مِنْ الحدِيث أَنَّ مَنْ عَلِمَ مِنْ صَاحِبه خُلُقًا، لَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَرَّض لمِا يُنَافِرهُ، وَفِيهِ أَنَّ مَنْ نُسِبَ إِلَى مَنْ اِتَّصَفَ بِصِفَةِ صَلَاح مَا يُغَايِر ذَلِكَ يُنْكَر عَلَيْهِ (٣).

[الوجه الخامس: الخلوة بالأجنبية في الكتاب المقدس.]

(تثنية ٢١/ ١١): وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَالْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتهَا لَكَ زَوْجَةً، فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ، وَتَبْكِي أَسباهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فتكُونُ لَكَ زَوْجَةً. وإنْ لَمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعًا بِفِضَّةٍ، وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ انكَ قَدْ أَذْلَلْتَهَا.

(التثنية ٢٢/ ٢٨ - ٢٩): إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجدا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ.

(أمثال ٧/ ١٩: ١٧): عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدًّا إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالحبِّ. لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيق بَعِيدَةٍ.

* * *


(١) البخاري (٥٢٢٦).
(٢) البخاري (٥٢٢٧)، مسلم (٢٣٩٥).
(٣) فتح الباري (٩/ ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>