للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٣ - شبهة حول: حديث كمل من الرجال كثير.]

[نص الشبهة]

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كَمُلَ (١) مِنْ الرِّجَال كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إلا آسِيَةَ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ، ومَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ" (٢).

أليس في هذا انتقاص لحق المرأة؟

[والجواب]

الحديث ليس فيه حط من شأن المرأة، وإنما يشير إلى توفر الاستعداد الفطري للكمال لدى الرجل ولدى المرأة، أي أن الكمال غير ممتنع على المرأة، وليس قاصرًا على الرجل، وإذا كان الكمال ممكنًا؛ فبلوغ درجات في طريق الكمال أكثر إمكانًا.

وإذا كان الكمال ممكنًا (بالفطرة) فيمكن زيادة احتمالاته بالتربية والتوجيه، وبالجهد والاكتساب، كما هو الشأن مع الرجال، وعليه فينبغي اهتمام المرأة بعنصر الاكتساب؟ لتحقيق الكمال، وينبغي فتح مجالات التربية والتوجيه، وجميع المجالات التي ترفع من قدرات المرأة، وتصقل استعدادها الفطري وتزكيه.

* * *


(١) (كمل) يقال: كمل بفتح الميم، وضمها، وكسرها، ثلاث لغات مشهورات، الكسر ضعيف، ولفظة الكمال تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه، والمراد هنا: التناهي في جميع الفضائل، وخصال البر والتقوى.
(٢) البخاري (٣٤١١)، ومسلم (٢٤٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>