للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - الاعتدال في الغَيْرة: وهو أن لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، ولا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن، فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تتبع عورات النساء. ولما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفره قال قبل دخول المدينة: "لا تطرقوا النساء ليلا " فخالفه رجلان فسبقا فرأى كل واحد في منزله ما يكره" (١)، وفي الخبر المشهور: "المرأة كالضلع إن قومته كسرته فدعه تستمتع به على عوج" (٢).

وهذا في تهذيب أخلاقها وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن من الغيرة غيرة يبغضه الله عز وجل وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة" (٣)، لأن ذلك من سوء الظن الذي نهينا عنه، فإن بعض الظن إثم. وقال علي - رضي الله عنه -: لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك. وأما الغيرة في محلها، فلا بد منها وهي محمودة. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى يغار، والمؤمن يغار، وغيرة الله تعالى، أن يأتي الرجل المؤمن ما حرم الله عليه" (٤).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أتعجبون من غيرة سعد! أنا والله أغير منه، والله أغير مني" (٥).

ولأجل غيرة الله تعالى حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ولذلك بعث المنذرين والمبشرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله؛ ولأجل ذلك وعد الجنة، وكان الحسن البصري يقول: أتدعون نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق قبح الله من لا يغار، والطريق المغني عن الغيرة: أن لا يدخل عليها الرجال، وهي لا تخرج إلى الأسواق (٦).

٧ - المعاشرة بالمعروف: قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ


(١) أخرجه: أحمد (٢/ ١٠٤)، والبزار (١٤٨٥)، وصححه الألبا ني في الصحيحة (٣٠٨٥).
(٢) البخاري (٥١٨٦)، ومسلم (١٤٦٨).
(٣) أبوداود (٢٦٥٩)، والنسائي (٥/ ٧٨)، وأحمد (٥/ ٤٤٥، ٤٤٦)، وحسنه الألباني في الإرواء (١٩٩٩).
(٤) البخاري (٥٢٢٣)، ومسلم (٢٧٦١).
(٥) البخاري (٦٤٥٤)، ومسلم (١٤٩٩).
(٦) إحياء علوم الدين (٢/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>