للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن قدامة: ومن ذهبت شهوته من الرجال لكِبَر، أو عُنّةٍ، أو مرض لا يُرجى برؤه، والخصيّ .. ، والمخنث الذي لا شهوة له، فحكمه حكم ذوي المحرم في النظر، لقوله تعالى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} [النور: ٣١] أي غير أولي الحاجة إلى النساء.

وقال ابن عباس: هو الذي لا تستحي منه النساء، وعنه: هو المخنث الذي لا يكون عنده انتشار (أي مقدرة على الانتصاب) (١).

[الوجه الخامس: المخنثون والخصاة في الكتاب المقدس.]

(متى ١٩/ ١٢): لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَان وُلدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَان خَصَوْا أنفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْتقْبَلْ".

(التثنية ٢٣/ ١): لقد عمد فيلبس وهو أحد التلاميذ وزير الملكة كنداكة ملكة الحبشة وهو رجل مخصي عندما كان في طريقه من أورشليم إلي غزة ودخل الرجل في جماعة الرب. كما ورد في حزقيال.

وفي (أعمال الرسل ٨/ ٢٧): فَقَامَ وَذَهَبَ وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيّ خَصِيٌّ، وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الحْبَشَةِ، كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا. فَهذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ.

(أعمال الرسل ٨/ ٣٨: ٣٦): وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلا عَلَى مَاءٍ، فَقَالَ الْخَصِيُّ: "هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟ " ٣٧ فَقَالَ فِيلُبُّسُ: "إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يجوزُ". فَأَجَابَ وَقَالَ: "أَنَا أُومنُ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ ابْنُ الله". ٣٨ فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ المُرْكَبَةُ، فَنَزَلا كِلاهُمَا إِلَى المَاءِ، فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ، فَعَمَّدَهُ.

(التثنية ٢٣/ ٢: ١): لَا يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مجَبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. لَا يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجيلِ الْعَاشِرِ لَا يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.

والسؤال: ما ذنب هؤلاء وقد ولدوا هكذا فكيف لا يدخلون في جماعة الرب؟ ! !

* * *


(١) المغني ٧/ ٤٦٣، الشرح الكبير على متن المقنع (٧/ ٣٤٧ - ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>