للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختراع ورأي واجتهاد. (١)

[١٠ - دور المصحف، والرسم العثماني في القراءات.]

أولًا: دور المصحف العثماني في القراءات

وهكذا جاء المصحف العثماني؛ ليضع حدًا لمرحلة ويبدأ مرحلة جديدة في تاريخ القرآن والقراءات، فقد ضيق المصحف العثماني من إطار استخدام رخصة الأحرف السبعة والتي كانت مفتوحة على مصراعيها من قبل (٢).

ويبين لنا ابن هشام تلميذ ابن مجاهد إمام القراءات كيفية ولادة القراءات ولادة شرعية من الأحرف السبعة قائلًا: إن السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها أن الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة، وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل، قال: فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقوه سماعًا عن الصحابة بشرط موافقة الخط، وتركوا ما يخالف الخط امتثالًا لأمر عثمان الذي وافقه عليه الصحابة لما رأوا في ذلك من الاحتياط للقرآن، فمن ثَمَّ نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار مع كونهم متمسكين بحرف واحد من السبعة. وقال مكي بن أبي طالب: هذه القراءات التي يقرأ بها اليوم وصحت رواياتها عن الأئمة جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ثم ساق نحو ما تقدم (٣).

[المصحف الإمام نقلة حضارية كبرى في توثيق المعلومات]

لأن الفكرة الجوهرية التي تمحور حولها المصحف العثماني كانت الإجماع. (٤) وهو بلا شك أقوى وأعلى من التواتر.

المصحف الإمام كان سببًا في ظهور مصطلح القراءات الشاذة في القاموس الإسلامي:


(١) الأحرف السبعة (٦١).
(٢) إعجاز القراءات القرآنية (٥٢).
(٣) فتح الباري (٩/ ٣١).
(٤) إعجاز القراءات القرآنية (٥٩)، وراجع ما سبق تسطيره عن عوامل التحري والتوثيق في كتابة المصحف العثماني.

<<  <  ج: ص:  >  >>