للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا هاجمك فاطلب رقم كذا بسرعة! ، وهم ينصحونك ألا تمشي وحدك في الشوارع فإذا اضطررت إلى ذلك فكن متجهمًا بادي القوة حتى لا يظن بك الخوف.

ثم قال: ونزلت أتمشى وحدي قريبًا من البيت الأبيض، وكان الشارع خاليًا تمامًا من المارين، وفجأة وجدت رجلًا يتوكأ على عصاه، استوقفني وسألني: كم الساعة؟

فتوقفت انظر في ساعتي، فإذا هو يخرج سكينًا من بين ملابسه. . . فأعطيته الساعة,

ونظرت فإذا هو يزيح القناع عن وجهه، ويبدو شابًا صغيرًا لم يكن شيخا ولا زنجيًا، وضحك وضحكت، وبينما أنا انظر إلى الشاب إذ قفذ إلى جواري شاب آخر فرفعت يدي إلى أعلى مظهرًا أنه ليس معي شيء، فأشار إليه اللص الأول من بعيد فتركني، وعرفت أن الزنوج ليسوا وحدهم قطاع طرق في أمريكا (١).

وقدّر هؤلاء فيما قدّروا أن الحياة ستشهد المجتمع الذي تمضي فيه هذه العقوبة وقد شوّهت الإنسانية فيه، بهذه الأيدي التي زايلتها أكفّها، وبانت عنها معاصمها، ووقع في حسابهم أنه لو قطعت أيدي من تضمهم السجون، من أجل السرقة لكانوا أعدادًا كثيرة من المشوهين، الذين تتأذى بهم العيون، وتتضرر النفوس، وتألم الضمائر، ولا شك أن هذا حساب خاطئ، قام على نظرة غافلة أو جاهلة، أو مُغْرضة. . . فلو أنه أقيم حد السرقة كما شرعه الإِسلام لما كان هذا العدد الكبير مما يحترفون السرقة، ويقدمون عليها. . . . ولكان في هذه العقوبة التي فرضها الإِسلام، وقدر آثارها, لكان فيها زاجرًا يزجر معظم الذين يقترفون هذا الذنب، ويعاودون اقترافه، واحترافه (٢).

وقد جاءت في جريدة الأهرام تحت هذا العنوان "تضاعف خمس مرات في خمس سنوات سرقات في وضح النهار" الآتي:


(١) مائة سؤال عن الإِسلام - محمد الغزالي (٢٥٣).
(٢) التعريف بالإِسلام في مواجهة العصر الحديث - عبد الكريم الخطيب (٢٥٦، ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>