للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ}، ففي قوله: {مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ}: أي مملوكُكُم مِثْلُكم من جميع الوجوه إذا تحرَّرَ، ومثلُكم في الآدميَّةِ حالةَ الرِّق (١).

قد يصير العبد مثلكم من جميع الوجوه بل هو في الحال مثلكم في الآدميَّةِ حال الرق حتى إنكم ليس لكم تصرفٌ في روح وآدميته بقطع وقتل، وليس لكم منعهم من العبادة وقضاء الحاجة (٢).

فالرق صفة زائلة عرضية: قال عمر بن علي النعماني: فكلمة أمة: ذاتٌ موصوفة بالرِّق، وصفة الرِّقِّ صفة زَائِلَةٌ (٣).

[- الزواج وتكوين أسرة]

كفالة الإسلام للعبد بتكوين أسرة يرعاها:

ففي قوله: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢)} (النور: ٣٢) فالآية بها حث السيد على تزويج الصالحين من العبيد والإماء مع الرق (٤).

- فلما ذُكر وعد اللَّه مَن يزوج من العبيد الفقراء بالغنى، وكان من وسائل غناه أن يذهب يكتسب بعمله، وكان ذلك لا يستقل به العبد؛ لأنه في خدمة سيده جعل اللَّه للعبيد حقًا في الاكتساب لتحرير أنفسهم من الرق ويكون في ذلك غنى للعبد إن كان من ذوي الأزواج. أمر اللَّه السادة بإجابة من يبتغي الكتابة من عبيدهم تحقيقًا لمقصد الشريعة من بث الحرية في الأمة، ولمقصدها من إكثار النسل في الأمة، ولمقصدها من تزكية الأمة


(١) الدر المصون في علم الكتاب المكنون (١/ ٤٠٤٢).
(٢) اللباب في علوم الكتاب (١٢/ ٤٨٩).
(٣) السابق (٥/ ١٣١).
(٤) السابق (١٢/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>