للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أظهر البحث وجه الإعجاز العلمي في هذا الموضوع. قال اللَّه تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (٨)} (الرعد: ٨)

أولًا: تحرير معنى الغيض:

يطلق الغيض في اللغة على: النقض، والغور، والذهاب، والنضوب، وقد جاء في المعاجم اللغوية (غاض الماء غيضًا ومغاضًا): قل ونقص، أو غار فذهب، أو قل ونضب، أو نزل في الأرض وغاب فيها، وغاضت الدرة: احتبس لبنها ونقص، وغيض دمعه: نقصه وحبسه (١)، وفي حديث سطيح وغارت بحيرة ساوة: أي غار ماؤها وذهب، وفي حديث عائشة تصف أباها -رضي اللَّه عنه-: وغَاضَ نبعَ الردةِ أي أذهب ما نبع منها وظهر. (٢)

وفي المفردات في غريب القرآن: (وغيض الماء - وما تغيض الأرحام) أي تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض، والغيضة الكان الذي يقف فيه الماء فيبتلعه (٣)، فيبتلعه (٣)، وقد ورد ذكر الغيض في أَيتين من القرآن الكريم: الأولى هي النص السابق في سورة الرعد، والثانية قوله جل في علاه {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤)} (هود: ٤٤).

ووفق قواعد التفسير القاضية بتفسير القرآن بالقرآن، فإن معنى الغيض في آية سورة الرعد يفسر بالغيض الوارد في آية سورة هود، ومعنى الغيض فيها: الغياب، والذهاب والنضوب، قال ابن الجوزي: قال الزجاج: غاض الماء يغيض: إذا غاب في الأرض، وقد دار تفسير العلماء لغيض الأرحام حول معنيين: الدم الذي ينزل على المرأة الحامل، والثاني: السقط أو السقط الناقص، أو ما تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض.

١ - الغيض هو السقط:


(١) المعجم الوسيط (٢/ ٦٦٨).
(٢) لسان العرب (٧/ ٢٠١).
(٣) المفردات في غريب القرآن (٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>