للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده أمهات وآباء كثر ... وإذا فُهم أن الآباء والإخوة والأمهات أمور مجازية، فكيف يفهم تعويض الحقول والزوجات؟ ومتى رأينا ذلك لأحد أولئك الذين يهجرون أوطانهم للتبشير، فيتركون أمهاتهم وأخواتهم وأموالهم، متى أعطوا جزاء في الدنيا مائة ضعف.

والنص واضح الدلالة أنه يتحدث عن جزاء دنيوي "مع اضطهادات"، وستحصل "في هذا الزمان" ثم وعد بالحياة الأبدية في الآخرة.

[٤ - الأرض كروية أم مسطحة؟]

ويتحدث سفر الرؤيا عن الأرض وقد رآها يوحنا مسطحة لها أربع زوايا، ويقف ملَك عند كل زاوية من الزوايا الأربع، يقول يوحنا: "وَبَعْدَ هذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلَائِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ، مُمْسِكِينَ أَرْبَعَ رِيَاحِ الأَرْضِ لِكَيْ لَا تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى الأَرْضِ، وَلَا عَلَى الْبَحْرِ، وَلَا عَلَى شَجَرَةٍ مَا." (الرؤيا ٧/ ١)، وقد أعاد يوحنا ذكر زوايا الأرض الأربعة ثانية في قوله: "ثُمَّ مَتَى تمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ يحلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ، وَيَخْرُجُ لِيُضلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ" (الرؤيا ٢٠/ ٧).

وأكد متى هذا التصور للأرض حين تحدث عن تجربة إبليس للمسيح، فعندما أراد أن يريه جميع ممالك الأرض أصعده إلى جبل عال، فرأى جميع العوالم والممالك، "ثُمَّ أَخَذَهُ أيضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالمِ وَمَجْدَهَا" (متى ٤/ ٨).

والذي مكنه من رؤيتها علو الجبل الذي صعد عليه، وهذا قد يستقيم فيما لو كانت الأرض مسطحة، لكنه يستحيل مع كرويتها، كما لا يخفى.

[ثالثا: أغلاط بشهادة العقل]

كما ثمة أغلاط في الأناجيل يشهد العقل بأنها لا تصدر عن الوحي، لأنه أي العقل يشهد بخطئها وجهل قائلها بقوانين الله في الطبيعة.

[١ - نجم في سماء أورشليم]

ذكر متى قصة المجوس الذين جاءوا للمسيح عند ولادته وسجدوا له فقال: "وَلمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الملِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ المشْرِقِ قَدْ جَاءُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>