للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا فلتة فيه ولا مصادفة، كل توجيهاته وتشريعاته تتناسب وتتكامل وتحيط بالحياة البشرية دون أن تصطدم بالفطرة الإنسانية، معجز في يسر مداخله إلى القلوب والنفوس، ولمس مفاتيحها وفتح مغاليقها واستجاشة مواضع التأثر، والاستجابة فيها (١).

[٢ - انشقاق القمر]

قال الله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ}.

أخبر تعالى بوقوع انشقاقه بلفظ الماضي، وإعراض الكفرة عن آياته، وأجمع المفسرون وأهل السنة على وقوعه. (٢)

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ. (٣)

ومن هذه المعجزات أيضًا:

[٣ - الإسراء]

أمَّا في القرآن ففي قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: ١]. يُمَجِّدُ الله تَعَالَى نَفْسَهُ الكَرِيمَةَ، وَيُنَزِهُهَا عَنْ شِرْكِ مَنْ أَشْرَكَ، وَيُعَظِّمُ شَأْنَهُ لِقُدْرَتِهِ عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، فَقَدْ أَسْرَى بِعَبْدِهِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلًا مِنْ مَكَّةَ (المَسْجِدِ الحَرَامِ)، إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ (المَسْجِدِ الأَقْصَى)، وَهُوَ المَسْجِدُ الذِي بَارَكَ الله مَا حَوْلَهُ، مِنْ زُرُوعٍ وثِمَارٍ وَنَبَاتٍ. لِيُرِيَ عَبْدَهُ مُحَمَّدًا، مِنْ آيَاتِهِ العِظَامِ، مَا فِيهِ الدَّلِيلُ القَاطِعُ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتهِ، وَهُوَ السَّمِيعُ لأَقْوَالِ العِبَادِ، البَصِيرُ بِأَحْوَالهِمْ. (٤)


(١) راجع في ذلك شبهة ادعاؤهم عدم وجود إعجاز في القرآن والرد عليها من خلال هذه الموسوعة.
(٢) الشفا للقاضي عياض (٢٨٩).
(٣) رواه البخاري (٣٨٦٨)، ومسلم (٢٨٠٢).
(٤) تفسير حومد ١/ ٢٠٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>