٣ - أضرار الخمر في التعامل: وقوع النزاع والخصام بين السكارى بعضهم مع بعض وبينهم وبين من يعاشرهم ويعاملهم تثير ذلك أدنى بادرة من أحدهم فيوغلون فيه حتى يكون عداوة وبغضاء. وهذه العلة في التحريم من أكبر العلل في نظر الدين ولذلك ورد بها النص:{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}(المائدة: ٩١).
ومنها: إفشاء السر وهو ضرر يتولد منه مضرات كثيرة، ولا سيما إذا كان السر يتعلق بالحكومة وسياسة الدولة ومصالحها العسكرية وعليها يعتمد الجواسيس.
ومنها: الخسة والمهانة في أعين الناس فإن السكران يكون في هيأته وكلامه وحركاته بحيث يضحك منه ويستخف به كل من يراه حتى الصبيان لأنه يكون أقل منهم عقلًا وأبعد عن التوازن في حركاته وأعماله وعن الضبط في أفكاره وأقواله.
ومنها: أن جريمة السكر تغري بجميع الجرائم التي تعرض للسكران وتجرئ عليها، ولا سيما الزنا والقتل.
٤ - الأضرار المالية: أنها تستهلك المال وتفني الثروة كما قال عنترة: فإذا شربت فإني مستهلك مالي.
٥ - الأضرار الدينية: من مضرات الخمر في الدين من حيث روحه ووجهة العبد إلى اللَّه تعالى أن السكران لا تتأتى منه عبادة من العبادات لا سيما الصلاة التي هي عماد الدين، ولذلك قال تعالى:{وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ}(المائدة: ٩١)، فهذا شيء من البيان لكون إثم الخمر كبيرًا بمعنى أن كبره بكبر ضرره أو كونه كثيرًا لكثرة أنواعه، وقد يتشبه بعض المبتلين بشرب الخمر بعض تلك المضرات الصحية أو يتوهمون أنه يسهل عليهم التوقي منها هيهات هيهات لما يتوهمون؛ فإن المزاج الذي يتحمل سم الخمر يسمى الكحول أو الغول زمنا طويلًا بحيث يغتر الناس بحس صحبة صاحبه قليل في الناس، ولكن هؤلاء المبتلين يقيسون على النادر ويجهلون الأصل الغالب؛ وهو أنه لا يكاد يسلم مدمن السكر