للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨ - شبهة: حول اختلاف المسلمين في المكي والمدني.]

نص الشبهة:

يوجد اختلاف بين المسلمين في المكي والمدني.

والرد من وجوه:

[الوجه الأول: معرفة المكي والمدني وفوائده، وأن الاختلاف في ذلك لا يضر.]

الوجه الثاني: سبب الاختلاف في المكي والمدني.

الوجه الثالث: اختلاف العلماء ليس منهيًا عنه في مثل هذه الأمور.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: معرفة المكي والمدني وفوائده، وأن الاختلاف في ذلك لا يضر.]

أولًا: اصطلاحات العلماء في معنى المكي والمدني:

اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة:

أشهرها: أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أو عام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار (وهو الراجح من الأقوال).

الثاني: أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، وعلى هذا نثبت الواسطة، فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني.

الثالث: أن المكي ما وقع خطابًا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة. (١)

ثانيًا: فوائد معرفة المكي والمدني:

قال الزرقاني: من فوائد العلم بالمكي والمدني:

١ - تمييز الناسخ من المنسوخ فيما إذا وردت آيتان أو آيات من القرآن الكريم في موضوع واحد، وكان الحكم في إحدى هاتين الآيتين أو الآيات مخالفًا للحكم في غيرها، ثم عرف أن بعضها مكي وبعضها مدني، فإننا نحكم بأن المدني منها ناسخ للمكي نظرًا إلى تأخر المدني عن المكي.

٢ - ومن فوائده أيضًا معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الحكيم بوجه عام، وذلك يترتب عليه الإيمان بسمو السياسة الإسلامية في تربية الشعوب والأفراد.


(١) الإتقان (١/ ٢٣)، والبرهان (١/ ١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>