للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- أما من كتاب، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقرأ ولا يكتب: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: ٤٨]. (١) فلم يبق إلا أنه من الله تعالى (٢).

الوجه الثاني: معرفة كيفية تحقق الاقتباس عمومًا، وذلك للتحقيق العلمي لمسألة كون القرآن مقتبس من التوراة والإنجيل أم لا؟

١ - الاقتباس عملية فكرية لها ثلاثة أركان:

الأول: الشخص المُقتَبَس منه.

الثاني: الشخص المُقتَبِس (اسم فاعل).

الثالث: المادة المُقتَبَسَة نفسها (اسم مفعول).

والشخص المُقتَبَس منه سابق إلى الفكرة، التي هي موضوع الاقتباس، أما المادة المُقتَبَسَة فلها طريقتان عند الشخص المُقتَبِس، إحداهما: أن يأخذ المقتبس الفكرة بلفظها ومعناها كلها أو بعضها. والثانية: أن يأخذها بمعناها كلها أو بعضها كذلك ويعبر عنها بكلام من عنده.

والمقتبِس في عملية الاقتباس أسير المقتبَس منه قطعًا ودائر في فلكه؛ إذ لا طريق له إلى معرفة ما اقتبس إلا ما ذكره المقتبَس منه. فهو أصل، والمقتبِس فرع لا محالة.

٢ - وعلى هذا فإن المقتبِس لا بد له وهو يزاول عملية الاقتباس من موقفين لا ثالث لهما:

أحدهما: أن يأخذ الفكرة كلها بلفظها ومعناها أو بمعناها فقط.

وثانيهما: أن يأخذ جزءًا من الفكرة باللفظ والمعنى أو بالمعنى فقط.

ويمتنع على المقتبِس أن يزيد في الفكرة المقتبسة أية زيادة غير موجودة في الأصل؛ لأننا قلنا: إن المقتبِس لا طريق له لمعرفة ما اقتبس إلا ما ورد عند المقتبَس منه، فكيف يزيد على الفكرة والحال أنه لا صلة له بمصادرها الأولى إلا عن طريق المقتبَس منه؟


(١) انظر: شبهة أمية الرسول في هذه الموسوعة.
(٢) الرد على الطاعنين ١/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>